حذرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالفيوم، من تداعيات أحداث الجمعة الدامي ومحاولات البعض جر الوطن إلى ما يشبه الحرب الأهلية لمصالح حزبية ضيقة أو رغبة في الانتقام والتشفي لصالح جهات بعينها. وقالت الجمعية في بيان وزعته اليوم، أن إراقة الدماء وحرب الشوارع الذي رأيناه في المقطم والمنيل وغيرها من الأماكن منظر غريب على الثقافة المصرية والشعب المصري عامة، ويضرب في مقتل سلمية الثورة المصرية ويذهب ما تبقى من مصداقيتها. وأدان البيان الصمت المريب من غالبية قوى المعارضة المصرية خاصة الليبرالية واليسارية على ما يحدث وكذلك روح التشفي والفرح الذي تنطق به بعض وسائل العلام التي تحول بعضها من مجرد ناقل ومحلل للخبر إلى صانع للخبر وجزء من تدبيره وتنظيمه حتى اختلط العمل الإعلامي والصحفي بالتحريض على أعمال العنف واقتحام المنشات وتخريبها ومحاولة إحراقها.
وطالب البيان النيابة والشرطة والجهات السيادية التي تمتلك الكثير من المعلومات عما يحدث بفضح المحرضين والمستفيدين من إهدار الدماء الزكية لأبناء مصر من جميع الأطراف. وانتقد البيان تحويل الخلافات السياسية إلى حوار بالرصاص والمولوتوف والسلاح الأبيض والخرطوش وإفساح المجال لحرب أهلية حقيقية وسيطرة روح الانتقام والثأر بين شباب مصر.
كما طالب البيان الأحزاب والحركات السياسية بإعلان موقفا صريحا وواضحا بالإدانة الكاملة لما يتم من أعمال عنف تجاه مقرات الأحزاب والجماعات المختلفة وضرورة إعلان نبذ هذا العنف وتعرية مرتكبيه بدلا من منحهم الغطاء السياسي لإسقاط الدولة وهيبتها.
كما طالب الداخلية بتطبيق القانون بكل حزم على من يثبت مخالفته للقانون أو حمله آلة حادة أو أسلحة أو إلقاء مولوتوف دون خوف أو وجل خاصة وان حماية المنشات العامة والخاصة هو دور أصيل للشرطة.
وأهاب البيان بشباب مصر تغليب روح العقل وإعلاء المصلحة العليا لمصر وتجنب العنف وترك المجال مفتوحا بين بعضكم لحوار جاد وموضوعي وهادئ للخروج بمصر إلى بر الأمان .