أصدر الأزهر بيانًا الجمعة نعى فيه العلامة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي لقي حتفه الخميس في انفجار استهدف مسجدًا شمال دمشق، مبرئًا المعارضة السوري من المسئولية عن ذلك. وجاء في البيان الذي حصلت "المصريون" على نسخة منه: "الأزهر الشريف إذ يحتسب عند الله تعالى اغتيال علامة الشام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وتلاميذه الذين قضوا معه أمس، فإنه يدين بشدة قتل العلماء، والاعتداء على حرمات المساجد وبيوت الله". وقال إن "الأزهر وإن اختلف مع الشيخ في مواقفه اتجاه الثورة في سوريا الشقيقة، فإنه يجرِّم ويؤثِّم إراقة الدماء البريئة، وإزهاق النفوس المعصومة". وبرأ البيان المعارضة السورية من المسئولية عن اغتيال البوطي، قائلاً إنه "على يقين أن مثل هذه الجرائم لا يمكن أن تصدر من الذين ينشدون الحرية، ويحافظون على قيمة الإنسان كما جاء في القرآن الكريم، وعقيدة أهل السُّنَّة والجماعة"". وكان اتحاد القوى الصوفية وتجمع آل البيت قد أصدر بيانًا في وقت سابق نعى فيه البوطي الذي لقي حتفه في تفجير جامع الإيمان يوم الخميس. وقال إنه ينعى ببالغ الحزن والأسى البوطي الذي وافته المنية متأثرا بجراحه أثر انفجار وقع على أحد مساجد دمشق وهو يلقي محاضرة لدعم بشار الأسد. وتقدم اتحاد القوى الصوفية بخالص العزاء لتلاميذ البوطي ومحبيه وأسرته في العالم . وكان الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" قد أفتى بجواز قتل الشيوخ المؤيدة للرئيس السوري. وطالما كان الشيخ البوطي قريبًا من النظام السوري منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد ووقف ضد الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقها، ورفض الحراك الشعبي، وانتقد المحتجين ودعاهم إلى "عدم الانقياد وراء الدعوات المجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا"، وصدرت عنه فتاوى وظّفت خصيصًا لخدمة النظام، ولعل أهم تلك الفتاوى عندما قال عن المتظاهرين السوريين: "تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيئاً اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبدًا". ومن المواقف الشهيرة لتجاوز البوطي في حبه لحافظ الأسد كل ما هو معقول عندما قال مرة بعد وفاة باسل الأسد: "إنني أراه من هنا في الجنة جنباً إلى جنب مع الصديقين والأنبياء". وأصدر عدة فتاوى كان أغربها إجازته السجود على صور الرئيس السوري بشار الأسد.