كثيرًا ما كان العلامة محمد رمضان سعيد البوطي -الذي أعلن التلفزيون السوري الرسمي مقتله في تفجير انتحاري بحيّ المزرعة بوسط دمشق- قريبًا من النظام السوري منذ عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، وظل على المنوال نفسه بعهد ابنه الرئيس بشار الأسد. ووقف الشيخ البوطي ضد الثورة السورية منذ اليوم الأول لانطلاقها، ورفض الحراك الشعبي، وانتقد المحتجين ودعاهم إلى "عدم الانقياد وراء الدعوات المجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا".
وصدرت عنه فتاوى قالت المعارضة إنها وظّفت خصيصًا لخدمة النظام، ولعل أهمها هجومه عن المتظاهرين السوريين، حينما قال:" تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيئًًا اسمه صلاة، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبدًا".
ومن المواقف الشهيرة لتجاوز البوطي في حبه لحافظ الأسد كل ما هو معقول عندما قال مرة بعد وفاة باسل الأسد: "إنني أراه من هنا في الجنة جنباً إلى جنب مع الصديقين والأنبياء"، وفقًا ل"العربية نت"
وأثارت عدة فتاوى أصدرها الدكتور محمد رمضان سعيد البوطي حفيظة المتظاهرين في مدينة دير الزور، ما دعاهم إلى إحراق كتبه في جمعة "أحفاد خالد".
كان أغرب تلك الفتاوى الصادرة عن الدكتور البوطي، بحسب رأي الكثير من المحتجين، إجازته السجود على صور الرئيس السوري بشار الأسد، وفقًا لما ذكره موقع "العربية نت".
وجاءت فتوى البوطي رداً على سؤال وُجِّه له عبر موقع "نسيم الشام" من سائل من دوما يسأل عن حكم الإثم الذي لحقهم بعد إجبار الأمن لهم بالسجود على صورة بشار، وأجاب البوطي بقوله: "اعتبر صورة بشار بساطاً.. ثم إسجد فوقه".
ولم يُبدِ تعاطفاً مع الثوار الذين سقط منهم مئات الشهداء والجرحى، فضلاً عن اعتقال الآلاف منهم، بل ودعا عليهم في المنابر.
يُذكر أن الشيخ البوطي هو رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، من مواليد عام 1929، وهو عالم متخصص في العلوم الإسلامية، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي. وتلقى التعليم الديني والنظامي بمدارس دمشق ثم انتقل إلى مصر للدراسة في الأزهر الشريف وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الشريعة، وله أكثر من 23 كتابًا تتناول مختلف القضايا الإسلامية.