من الأمثلة الشعبية المعروفة ما يتحدث عن تباهي الصلعاء بشعر بنت الأخت وهو ما ينطبق على تباهي الإعلام الرسمي بعقد ما يسمى بقمة دافوس في شرم الشيخ حيث لا يوجد ما يستحق التباهي بتجمع الأغنياء بالنسبة لبلد مفلس أو التجمع الديمقراطي بنسبة لبلد ديكتاتوري. لكن مجرد ذلك التباهي الإعلامي الأخير بإنعقاد قمة دافوس وبصرف النظر عن النتائج أو انعدام النتائج لهذا الاجتماع يدل على حقيقة اختيار الحكم في مصر، الانسياق وراء محور الرأسمالية العولمية المتوحشة في كل شعوب الأرض ضد كل شعوب الأرض. إن الحيوية الفكرية والحركية في العالم الآن تتجه ضد قمم دافوس وما تمثله لتقف مع الشعوب ومع التحرر من صيحة الرأسمالية الطاغية وصناعها من الاستعمار وأفكار البراجماتية والعلمانية والتحلل من كل القيم بدعوى النسبية. وعندما يقف البعض الآن ومن موضع التبعية الذليلة مع معسكر الرأسمالية والاستعمال المعادي لكل البشر حتى وهذا البعض لا يحظى بأي كفاءات أو مؤهلات للانضمام إلى ذلك المعسكر فإن هذا يفضح كل ما يتردد من شعارات حول فكر جديد مزعوم على أنه ليس سوى فكر قديم قدم التاريخ وهو فكر الإنسياق وراء الطاغوت والاستكبار وقوى الشيطان. كذلك فإن هذا الانصياع يكشف عن حقيقة أفكار وتوجهات العهد الجديد الذي يبشرون به الآن فهو ليس سوى عهد سيطرة الاستعمار الرأسمالي الشرس على مصر من خلال وكلاء له، وهذا الاستعمار لا يعرف دينا ولا وطناً ولا قيماً ولا يراعي إلاً ولا ذمة فيمن يسير في ركابه من أصحاب الوراثة لن يكون سوى وكيل منفذ وأداة ضرب وسحق للشعب وليس في هذا غرابة لأن هؤلاء لا علاقة لهم بالشعب ولم ينشأوا منه ولا ينتمون له ولا لتاريخيه. والمضحك أن الإعلام الرسمي ولكي يغطي حقيقة الانصياع للاستعمار والرأسمالية العالمية ومعسكر الشر الحقيقي راح يتحدث بعبط وهبل بل وبجنون وكأن هذا المؤتمر لم ينعقد إلا لكي يغدق البلايين على مصر ويؤكد الدعم والمساندة لقيادتها الرشيدة وهذا ما لم يكن في حسبان المؤتمر أبدا ولا على باله، والشئ الوحيد الذي يمكن للمؤتمر أن يبينه هو أن البعض قد سلموا أنفسهم لتيار الاستكبار والنهب العالمي. تحول الموضوع كله إلى مجرد زفة للنظام عند إعلامه الرسمي الملاكي ولم يعرف الناس أي شيء يمثله هذا الاجتماع ومن القوى التي يخدمها. ولعل أفضل ما كان في هذا المؤتمر هو الأخبار البعيدة عنه لما نشرته الأهرام يوم 20 مايو عن إجماع مجلس النواب الأمريكي على دعم مصر وإدانة الإرهاب في طابا (قبلها بشهر!) وأسفله خبر آخر عن إدانة أمريكا والاتحاد الأوروبي للحكم الظالم على أيمن نور وقمع حريات التعبير والهمجية على القضاة. [email protected]