نسمع دائما من أقطاب المعارضة المصرية بأنهم ينتهجون إحداث فوضى خلاًقة لإجبار النظام على التغيير أو الرحيل. والحقيقة أن مارأيناه فى الفترة الاخيرة انما هى فوضى تم اثارتها وتضمنت افعال كثيرة تفتقر الى ادنى درجة من الاخلاق كما ان نتائجها لم تكن ابدا نتائج لفوضى خلاًقة بل ادًت الى حالة من الغوغائية فى انحاء البلاد مع فقدان السيطرة من اصحابها اللًذين ابتدعوها وفقدت بوصلتها اى اتجاه الا الاضطراب والبلبلة دون الوصول الى هدف معين. أما عن افتقارها للأخلاق فقد ابدى القائمون عليها استعدادهم للتحالف مع اى طرف حتى لو كان من خصومهم السابقين مادام سيساعدهم ويدعمهم فى إحداث تلك الفوضى. وأستخدموا كل الاساليب, التى يندى لها جبين كل مصرى شريف, فى حق الوطن والمواطنين. فأستخدموا الأطفال وبعضهم مرضى فى تنفيذ فوضاهم دون ان نسمع احد يصرخ فى الاعلام بأن هذا منافى لحق الطفولة فى الا يستغل هذا الاستغلال الحقير. وتحالفوا مع البلطجية لاحداث اكبر قدر من التخريب والترويع دون ان يراعوا هيبة وطن او كرامة مواطن. وباركوا القبام بكل اشكال الاعتداء بالحرق والنهب لمؤسسات الدولة وغيرها. وهللوا لكل المخربين اللذين يهددون الفنادق الكبرى والاماكن السياحية لتعطيل ارزاق العباد وانهاك اقتصاد الوطن . وأبتدعوا مفهوما جديدا للعصيان المدنى , لم يعرفه العالم من قبل, وهو ارهاب المواطنين واجبارهم على عدم مزوالتهم اعمالهم بمنعهم من الوصول الى اماكن عملهم او مزاولة العنف لإجبارهم على العودة الى منازلهم. والحقيقة انهم يستخدمون كل الوسائل التى تتنافى مع مبادئهم الشخصية التى يتبارون للدفاع عنها, فهم يتباكون ليل نهار على حرية واستقلال الاعلام, وهم اللذين يستخدمون مختلف وسائل الاعلام اسوأ استغلال فى نشر الشائعات وبث الفتنة بين مختلف الطوائف والمؤسسات, وترويج الاخبار الكاذبة وتضخيم الاحداث التافهة وغض الطرف وتعمد تشويه اى انجاز للنظام , وعدم الحياء أو الاعتذار عند تبين الحقائق وانكشاف كذب الادعاءات التى كانوا يروجون لها. وهم اللذين يتباكون ليل نهار على الخوف على تقييد حرية الفن والتعبير وإذا بهم يقومون بحملة شعواء لمنع عرض فيلم بشبهة انه من صنع خصومهم السياسيين, وكأن هذا ليس هو الحجر على الفكر واعاقة وصول اى ابداع الى المشاهد ليحكم بنفسه فهو الحكم العدل على الفن الذى يعرض عليه. وهم اللذين يتباكون ليل نهار على حقوق الطفل والمرأة , ثم يستغلوا عوز الفقراء اسوأ استغلال لجعل الاطفال هم وقود فوضاهم. وهم اللذين يقومون بتسييس اى قضية تسار فى الوطن سواء اجتماعية او اقتصادية وتضخيمها لتصبح قضية تؤدى الى احداث فتنة مجتمعية وتتعقد الامور بشكل لم يكن فى الاساس تحتمله القضية الاساسية او تعنيه. ثم هم من فقدوا المنطق فى محاولة لإلصاق كل التهم والنواقص بخصومهم بشكل فج افقدهم مصداقيتهم امام الرأى العام وجعلهم هم انفسهم يفقدون توازنهم. ثم فى النهاية فقدوا السيطرة على ادارة الفوضى التى ابتدعوها فيريدون الصاقها بالمقصودون بها او محاولة زجهم فى الانخراط فيها دون حس وطنى مخلص يقدر العواقب على هذا الوطن من محاولة جره الى مايشبه الحرب الاهلية . وفى الختام اترك للقارئ الاجابة على هذا التساؤل, كيف نصف من يفرحون بإحراق الوطن, ويهللون لإنهيار الاقتصاد, بل ويبذلون جهدهم فى تشويه صورة الوطن للقاصى والدانى لعزله وتعميق مشاكله, وذلك فقط ليس الا لإفشال خصومهم السياسيين حتى لو ادى ذلك الى انهيار الوطن؟ ولن يكون ابدا إن شاء الله. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]