هو أول من حمل لقب إمبراطور في التاريخ الإنساني، وأشهر القادة العسكريين والحكام التاريخ، ولد عام 100 ق.م، وقد ولد بطريق فتح بطن أمه، ومن هنا تنسب عملية الولادة عن طريق شق البطن إلى اسمه، فيقال "ولادة قيصرية". تجلت منذ بواكير عمره ملامح ومعالم وقدرات فذة أثارت الدهشة واستحوذت على الإعجاب، لقد اتصف الطفل يوليوس بالذكاء والنبل والشجاعة، وفى شبابه استمر على ذلك لا تجرفه تيارات الهوى ولا تسحره عيون الحسناوات، مما أكسبه قدرًا هائلًا من التقدير والاحترام لدى أهالي روما الذين كانوا يشيرون ليه بوصفه رجل روما القادم، وسيدها المنتظر، وإمبراطورها المرتقب. كان يوليوس قيصر منذ صغره محبًا للعلم حيث درس في اليونان عديدًا من العلوم، وقتما كانت اليونان مركز العلوم، ثم دخل المعترك السياسي منذ بداياته، حيث كانت عائلة قيصر معادية بصورة تقليدية لحكم الأقلية المتمثل بمجموعة من الأعضاء النبلاء في مجلس الشيوخ، وجاء قيصر ليتبع هذا التقليد. انضم إلى صفوف الجيش الروماني كضابط تابع للحكومة الرومانية إلى أن قاد جيشه الخاص المعروف كأكثر جيوش روما انضباطًا على الإطلاق، وأصبح من عام 45 ق.م حاكم روما وديكتاتورها المطلق. حاول تحسين ظروف حياة المواطنين الرومان وزيادة فعالية الحكومة وجعلها تتبنى مواقف تتم عن صدق وأمانة، لكنه أعلن عن جعل ديكتاتوريته المطلقة حكمًا دائمًا على روما، غير أن أعداءه دبروا له مؤامرة كانت نتيجتها اغتياله في مثل هذا اليوم من عام 44ق.م، مما أدخل روما في حرب أهلية أخرى. حادثة اغتيال إمبراطور الرومان قيصر سجلها المؤرخ اليوناني بلوتارخ, والتي اشترك فيها فقرب الناس إلى قلبه "بروتوس"، وتذكر كتب التاريخ أن زعيم المؤامرة, هو "كاسيوس" الذي كان مدبرًا بارعًا, يعرف كيف يكسب تأييد المتآمرين الآخرين, وكيف يقوم بالتخطيط المحكم. اجتمع كل المتآمرين في الساعة الثالثة صباحًا في بيت بروتوس، وأقنعوه بضرورة موت القيصر، وأن يكون ذلك في اليوم الذي سيأتي فيه قيصر إلى مجلس الشيوخ. تجمع الناس بكثرة أمام مجلس الشيوخ ليكونوا في استقباله حين وصوله, وصعد القيصر إلى المجلس وتبعه المتآمرون، ثم طلب بروتوس منه أن يعفو عن "بوبليوس"، ويسمح له بالعودة إلى روما، وكان القيصر قد أمر بنفيه خارج البلاد، لكنه يرفض، فيجثو أمامه متوسلًا، لكن قيصر أصر على الرفض، وقال له: لا تجادل .. مستحيل أن تزحزح قيصر كما يستحيل زحزحة جبل أوليمبوس، وتوسل إليه ديشيوس، لكن قيصر أصر على الرفض، فقال له كاسيوس: لتناشدك يدي إذن، ثم طعنه في رقبته، وطعنه باقي المتآمرين وآخرهم كان بروتوس، فقال له قيصر جملته المشهورة التي سجلها التاريخ: حتى أنت يابروتوس؟.