كشف مصدر "إسرائيلي" عن خطة جديدة تسعى فيها تل أبيب لخوض "حرب دعائية" على الشبكة العنكبوتية وبالمحافل الدولية مطلع العام الجديد لتحسين صورتها أمام الرأي العام العالمي، بينما يشكك خبراء بجدواها في ظل استمرار انتهاكاتها واعتداءاتها. وأوضح الناطق بلسان الجيش آفي بنياهو أن مكتبه شرع بتجنيد خبراء حاسوب بغية استكمال "وحدة إنترنت" لتعزيز نشاط "إسرائيل" الدعائي في ظل تفاقم الانتقادات الموجهة لها بالعالم. وقال بنياهو بندوة عقدت بمدينة إيلات بختام المؤتمر السنوي للصحافة العبرية: إن الوحدة الدعائية الجديدة ستتمحور بالشبكات الاجتماعية على الشبكة الدولية بهدف الوصول للرأي العام الدولي مباشرة ودون "مصافي" وسائل الإعلام. وتتقاطع الخطة هذه مع مبادرة أخرى ترعاها وزارة الاتصالات والجاليات لتأهيل مواطنين من قطاعات مختلفة للقيام بدور سفراء دعاية مستقلين في الإنترنت ومواقع أخرى. وأشار بنياهو إلى أن المبادرتين جاءتا بعد موجة انتقادات محلية للمجهود الدعائي "الإسرائيلي" بالعالم خاصة الإنترنت، وتابع: "قررنا البحث عن خبراء حاسوب شباب قبل تجنيدهم ودمجهم في دورة تأهيل خاصة للعمل بالساحات الإعلامية المتنوعة في الإنترنت". ويجري الحديث عن شباب يمتلكون مهارات بالإنتاج ونشر المضامين خاصة في اليوتيوب وفيسبوك وتويتر، كما سيتم تجنيد جنود بجيش الاحتياط لوحدة الدعاية الجديدة التي ستتخذ من مركز الأبحاث متعدد الأهداف في هرتزليا مقرًا. يُشار إلى أن "إسرائيل" حاولت خلال الحرب على غزة استخدام الإنترنت في حربها الدعائية؛ حيث تم نشر أفلام قصيرة لتجريم عمل المقاومة الفلسطينية واتهامها بالاحتماء بالمدنيين، علاوة على الزعم أن الجيش يتخذ تدابير الحيطة والحذر تفاديًا للمساس بأهداف مدنية. وقال الخبير بالإعلام والمحاضر بالجامعة العبرية تمير شيفر: إن "إسرائيل" ببحثها عن تسويق ذاتها وتحسين صورتها في العالم دون تغيير سياساتها مثلها مثل من يطارد البعوض بدلاً من تجفيف مستنقع الاحتلال وانتهاك حقوق الفلسطينيين. وسخر شيفر خلال مشاركته بالندوة المذكورة من البحث عن وسائل إلكترونية وتشكيل وحدات للعلاقات العامة بالشبكة العنكبوتية والمحافل الدولية. وتابع: "حينما تنقل شاشات التلفاز والإنترنت مشاهد الحصار والعقاب الجماعي وقتل الأطفال والنساء بقطاع غزة فإن المجهود الدعائي يبقى أقرب لتحلية مياه البحر الميت بملعقة سكر".