قد تشاهد في حياتك اليومية بعض الأفراد يتصرفون بطريقة تفتقد ا لمسؤلية و تميل إلي الغوغائية و السوقية و لكنك حين تشاهد سلوك شعوب تتغير إلي الأسوأ و تنحدر يوما بعد يوم فهي المأساة التي ينبغي أن نتوقف أمامها و ننظر في أسبابها و نضع حلول علاجها دون تأخير . و نستطيع في هذا المقال أن نلقي الضوء علي تلخيص الأسباب التي أدت إلي ما نراه من سلوكيات جماعية فاسدة 1 - غياب المنهج الرباني عن قيادة الشعوب الذي فيه خلاصة الهدى و الرشاد و يمثل المرجعية التي لا ينبغي أن نخرج عن إطارها كشعوب اسلامية مؤمنة بيوم الحساب وتعرف أنها مكلفة من الله تعالي في حركة الحياة بدور محدد واضح المعالم 2- طمس الأهداف يؤدي إلي حركة مبعثرة للشعوب لا تسير في خطوط متوازية و انما متقاطعة و متصادمة فمتي فشلت قيادات الشعوب في وضع قناديل الإضاءة فوق الأهداف العليا و المرحلية تصبح الأبواب مفتوحة أمام كل أحد ليدلو بدلوه و يضيف من رؤيته الفردية التي غالبا ما تكون قاصرة .. 3- الهزيمة المعنوية أمام الغرب في مجالات متعددة جعلت الشعوب مولعة بتقليد السلوكيات الغربية التي لا تمت للأخلاق بصلة و لا تتفق مع عقيدتنا و مبادئنا و رؤيتنا للحياة و دورنا فيها . 4- غياب القدوة الحسنة داخل المجتمعات الاسلامية حيث تم استبعادهاو منعها من ممارسة دورها مما أبرز بدائل أخري ليست علي مستوى المسؤلية و لا تصلح لهذا المقام العالي و الذي كان له الأثر البالغ في تشكيل عقول و نفوس الشعوب علي النحو الذي لا يليق بنا . 5- الصراع الداخلي والتنازع بين طوائف و جموع المواطنين أدت إلي تشتيت الجهود التي كانت ضرورية لتبذل في الاتجاه الصحيح الذي يؤدي إلي تماسك البنيان و هو يخطو نحو الأهداف المرسومه 6- تقصير الصحوة و النخبة في أداء الدور التوجيهي المنوط بها و الذي من خلاله تتصدى لكل أشكال التغريب و تبادر إلي توعية الجماهير كي لا تفقد توازنها أو تنصرف عن أهدافها 7- لم يعد هناك وجود للوعاء التربوي الذي يضم الأسرة و الشارع و المدرسة في منظومة واحدة متكاملة الأدوار تبني الجيل و ترعاه و ترشده إلي مهامه العظام و تحميه من الشطط أو الزلل و تدفع به إلي الفاعلية داخل المجتمع ... 8- التضليل الإعلامي الذي قلب حقيقة الموازين و جعل من السئ حسنا و من السم عسلا يرتوي منه معظم المشاهدين و تتشرب عقولهم عادات جديدة و أفهام غريبة و رؤى مريبة !! 9- الانفتاح علي الدنيا و الانشغال بالدنايا و الانغماس في المعاصي و البعد عن الطاعات أفقد الأمة معيار التوفيق و أوكلها إلي جهدها الضئيل فدارت حول نفسها و عجزت عن المضي قدما نحو استعاده مكانتها ....فكان لزاما علي قادة الأمة و علمائها أن يكرروا عليها النصيحة و يعاجلوها بخطة العلاج النافع الذي يشفيها من أمراضها و يعاونوها كي تقف علي أقدامها و تستعيد توازنها لتسير نحو الغاية التي خلقها الله تعالي من أجلها ، و صلي الله و سلم علي سيدنا و نبينا محمد