تسألني من هو الرجل الذي يستحق أن تصفه بأذكى رجل في الجماعة في مرحلة ما بعد الثورة ؟أقول لك الشيخ "حازم صلاح أبو إسماعيل" تسألني لماذا؟ أقول لما يلي: - الرجل إخواني حتى النخاع أبا عن جد لحما ودما بل ويصرح بذلك معتزا ولم ينخلع من بيعته ، ومع ذلك استطاع أن يقنع أنصاره وأشياعه بخلاف ذلك تماما ، بل حتى من اقتنع منهم تجده يغض الطرف عن ذلك بعدما ملك قلبه وأسر نفسه لأنه كما قيل: أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا - ولكن كيف وصل الرجل إلى هذا ؟؟ أقول لك لقد نظر محددا أصناف من سيوجه إليهم خطابه من الإسلاميين وهم ثلاثة أصناف - سلفيون ( وهؤلاء هم المعنيون بالأساس ) - جهاديون ثوريون - رافضون للتحزب والعمل الجماعي لأنه سيفرق الأمة ثم بدأ خطابه إليهم حسب ما يدغدغ مشاعر كل فئة - أما السلفيون فبدأ خطابه بالكلام الصريح عن تطبيق الشريعة وبمفردات لا لبس فيها ؛ فهاجت مشاعرهم وفاض حنينهم. الغريب أنه بعدما استحوذ عليهم ووضع مفاتيح قلوبهم في جيبه ؛ راح يصرح أن كل هذا لن يكون في هذه المرحلة ، إذ ليس هذا وقته ، بل لعله لن يأتي وقته كما ظهر من أولويات جماعته والمدرسة التي تربى فيها ويعمل لصالحها. - أما الجهاديون والثوريون فألهب حماسهم بشعاراته الثورية وبإظهار ميولا صداميه فوافق ما عندهم ، فرأوا فيه فتى أحلامهم وبطلهم المخلص. ثم إنه بعد كل واقعة يعلن أنه لا صلة له بها كما حدث في العباسية. - أما الرافضون للحزبية فراح يخاطبهم بأنه يرفض الحزبية والجماعات وهو المنتمي لأشد الجماعات تحزبا ؛ وليحكم قبضته عليهم راح ينادي بتوحيد الصف وإنشاء حركة عالمية ودولية. فلما غسل أدمغتهم أنشأ حزبا ولكنه ليس كالأحزاب الأخرى .. فهو حزب لغير المتحزبين !!! ولعل شعاره سيكون لا للتحزب !!!! تناقضات أوضح من شمس النهار ولكن الهوى يعمي ويصم وفي الوقت نفسه الذي يرفضون فيه التجمعات والأسماء ( لاسيما الدعوة السلفية وحزب النور) نجد لأول مرة في تاريخ الحركة الإسلامية حركات تتسمى باسم شخص في مظهر من أشد مظاهر التعصب ( حازمون ولازم حازم ... إلخ) وذلك لأنها تتمحور حول شخص وليس منهج - وكل يوم ترى عجبا ... وآخر العجائب لما فتحت البلاد للروافض والتشيع وإنتشار الشرك وصرف العبادة لغير الله وتنفيذ مشروع العتبات المقدسة ؛ خرج الرجل بكلام يضحك الثكلى ، فهو يفرق بين العقيدة والسياسة ، فيعلن رفضه ويعطي المبررات للدكتور مرسي. فرفضه لإرضاء الأشياع ، وتبريره لتخديرهم وتسليمهم ليمضي المخطط تحية وتهنئة للرجل السلفي الذي لم يكن يوما سلفيا ولم نسمع له درسا في التوحيد قط ، ومع ذلك أدى مهمته بامتياز فشتت الصف السلفي ومزقه. وحسرة من الأعماق على الدراويش والسذج والبسطاء. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]