روي أن عمر رضي الله عنه دعا سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي فقال: إني مستعملك على أرض كذا وكذا، فقال سعيد: أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟فقال عمر: والله لا أدعك، قلدتموها في عنقي وتتركوني؟! كان هذا نوع من الهروب من المسؤولية زهدا فيها .وعلى العكس فالبعض يطلبها ويحرص عليها طمعا فيها وحبا للتصدر وإنها لأمانه ويم القيامة خزي وندامة.لكن الغريب أن يكون الهروب منها لا زهدا ولا طمعا فيها بل شماتة وزد عليها تخريبا. قال تعالى "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" لك الله يا مصر الأكابر فيك "من رجال الأعمال وبعض الرؤساء التنفيذيين في أجهزة الدولة وبعض القضاة والقوى السياسية المزعومة والمدعومة من رؤساء الأحزاب الكرتونية التي هي من بقايا النظام البائد" بدلا من أن يأخذوا بيديك.فإذا بهم يمكرون ويكيدون ضدك ويحرقونك.. تلك هي الحكاية يا سادة فالبعض فضل أن يلعب دور المنتظر والبعض المعترض ولكن أخطرهم المعترض علي طول الخط.بل ويخطط للتخريب.فيما أسميته بالهروب المخرب.فهل تعرفون يا ساده لماذا يرفض هؤلاء ويتهربون من تحمل المسئولية الوطنية ؟ الإجابة هي : أنهم مرعوبون من نتائج الانتخابات القادمة وكل المؤشرات بكل المقاييس تقطع بهزيمتهم المدوية الساحقة وانتهاء دورهم السياسي للأبد والى غير رجعه بعد هذه الممارسة السياسية العفنة ويا ليت فقط سكتوا عند هذا الحد بل راهنوا على إسقاط الرئيس بعيدا عن الممارسة الديمقراطية الصحيحة عبر صناديق الانتخابات،وهي فرصه لهم لإحراق الأرض والعنف والتدمير والتحالف الخفي مع فلول نظام القديم.بعيدا عن المسؤولية وإفشالا لمن هو على سدة الحكم. فلم يكتفي هؤلاء بالهروب من المشاركة في المسؤولية. فحسب ولكن المشاركة تكون في التخريب ومن ثم تحميل المسؤولية وكل ما يحدث للرئيس.وتلك هي ألاعيب الشيطان المتستر الذي يغوي الناس ويحركهم ثم ما لبث أن يتبرأ منهم ويهرب. فنراهم يحرضون البعض على الاعتصام والعصيان المدني فها هم البعض من الداخلية تلك اليد الحديد التي كانت من قبل كذلك على شعبها!. أين هي الآن مما يحدث؟فرجل الشارع المسكين الذي يريد لقمه العيش فقط يعول عليها ويلوم الرئيس لماذا لا يستخدمها. في التعامل مع الأحداث نفاجأ بهروبهم من المسؤولية بعمل إعتصامات في هذا التوقيت الحرج والذي يبدو لافتا للغاية،. فبدلا من أن يحموا مؤسسات الدولة ويقفوا للبلطجيه.فإذا بالبعض منهم يُضرب عن العمل لينعدم الأمن قصداً منهم أن يردد الناس "ولا يوم من أيامك يا مبارك"وها هي التوكيلات وتوقيعات ومحاولة إقحام الجيش وطلبهم تدخله شاهد على ذلك بعد أن كانوا يصرخون ويهتفون"يسقط يسقط حكم العسكر" وهم أول من سيقفون ويدعمون الرافضين لحكم العسكر مرة ثانيه ولا تدري من أين تأتي الضربات وأعمال القتل ومواجهة الجيش وتكون الفوضى التي ستأكل الأخضر واليابس في مصر. لقد انشغل البعض منا فيما بينهم بتفاهات الأمور وأعداء مصرفي الداخل والخارج يريدون أن يشعلوا بمصر الفتن وللأسف يستخدمون البعض من المغرر بهم وذوي الحاجة في مخططاتهم. ليعموا أعيننا عن الهدف الحقيقي لهم وهو"تفكيك مصر" فالموضوع يا سادة أخطر من نقد الإخوان ونقد الرئيس مرسى،والهروب من المسؤولية وفقط. الموضوع هو"السعي لتنهار مصر" وما العراق وسوريا منا ببعيد مع الفارق بين الجزار الأسد وجيشه الطائفي وبين جيش مصر الواعي ورئيسها. إن لم تتوحد القوى المخلصة لمصر وتكون يد واحدة ضد هذه الأجندات ستغرق السفينة بنا جميعا ويتحقق ما يريدون بمصرنا الحبيبه ولن يكون إن شاء الله. كان الله في عون كل شريف تحمل المسؤولية في هذه الآونة وعون الرئيس مرسي والذي وهبه الله قوة نفسيه عاليه ليتحمل شتائم واتهامات وافتراءات لمجرد انه حمل هذا الإرث الثقيل ويحب مصر ويريد تطهيرها ونهضتها. لكن التاريخ سيخط لهؤلاء صفحات من نور ولكل من ساهم في عبور مصر من أزمتها ونجاح ثورتها.حفظ الله مصر *باحث عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]