اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن أهم تداعيات رحيل الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز للولايات المتحدة، سواء على المدى القصير أو الطويل، تكمن فى السياسات التى كان ينتهجها إبان فترة حكمه للبلاد فيما يخص الامكانيات النفطية التى تتميز بها فنزويلا. وذكرت الصحيفة فى مقال نشرته اليوم / الأربعاء / على موقعها الالكترونى أن وجود أى مؤشر على زعزعة استقرار البلاد بعد رحيل شافيز سيؤثر سلبا على أسواق النفط والاقتصاد العالمى فهى تعد من أكبر مصدرى النفط فى العالم وواحدة من أكبر خمس موردي النفط للولايات المتحدة. وأوضحت الصحيفة أن أى مسئول سيكون خلفا لهوجو شافيز - مثل نائبه الحالى نيكولاس مادورو - سيمر بوقت عصيب فى الحفاظ على إئتلاف بلاده المتنوع الذى يضم اشتراكيين ورجال أعمال والجيش. ويصل انتاج فنزويلا إلى 5ر2 مليون برميل من النفط يوميا فى حين تصل حجم إمداداتها إلى مليون برميل يوميا للولايات المتحدةالأمريكية خاصة فى منتصف العقد الماضى.وقد تسبب التراجع المزمن فى الاستثمارات بشركة "بيترولوس دى فنزويلا" النفطية المملوكة للدولة والخصومة ضد شركات أجنبية فى تآكل السعة الانتاجية من النفط تاركة البلاد أمام مستقبل مظلم. وأكدت الصحيفة أن رحيل هوجو شافيز قد يكون له تأثير أيضا على منطقة أمريكا الجنوبية حيث يصل حجم إمدادات فنزويلا النفطية إلى كوبا إلى 100 ألف برميل يوميا بلا مقابل فضلا منح مساعدات مالية تتراوح قيمتها من 3 إلى 4 مليارات دولار سنويا قد يتوقف تدفقهم فى حالة تولى مرشح من المعارضة خلفا لشافيز وهو الأمر الذى سيكون له تداعيات مدمرة لكوبا التى تعانى بالفعل من أزمة اقتصادية بعد انهيار راعيها الرئيسى هو الاتحاد السوفيتى فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى. كما يمكن أن يتأثر النمو الاقتصادى بالمنطقة ككل فى حالة زعزعة الاستقرار السياسى لفنزويلا فهى التى كانت تمنح النفط أيضا لنيكاراجوا والتى بدورها تقوم ببيعه لدول الكاريبى. ورجحت الصحيفة أن أى شخص ستولى المنصب خلفا لهوجو شافيز سيسعى للحفاظ على التبادل التجارى مع الولاياتالمتحدة فى مجال النفط وتعزيز ضخ استثمارات فى قطاع النفط إذا أمكن.