سعي وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان اللذان قاما بزيارة إلى الخرطوم استقبلهما خلالها الرئيس السوداني عمر البشير، لتهدئة خواطر السودانيين بعد تعرضهم لانتقادات مصرية لعدم تعاملهم بحزم إزاء عنف الجماهير الجزائرية ضد المشجعين المصريين. عقب مباراة منتخبي مصر والجزائر في مدينة "أم درمان" لحجز بطاقة التأهل لكأس العالم لكرة القدم. واستهدفت الزيارة تطويق الأزمة مع السودان، خاصة وأن التقارير التي قدمت للرئيس حسني مبارك أثنت على دور قوات الأمن السودانية في تأمين البعثة المصرية، وهو ما قابله الرئيس البشير بتفهم وجهة النظر المصرية، متمنيا أن تتوقف الحملات الإعلامية الدائرة حاليا لإنهاء التوتر بين مصر والجزائر. وصرح الغيط أنه نقل للرئيس السوداني خلال استقباله له والوزير عمر سليمان وجهة نظر الرئيس مبارك لحجم الغضب المصري من الأسلوب الذي صدر من المشجعين الجزائريينبالخرطوم. وقال أبو الغيط، إن البشير أعرب عن أمله في أن تنتهي هذه المشكلة بين مصر والجزائر وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل المباراة بين البلدين، موضحًا أنه شرح للبشير حجم الخسائر للمصالح المصرية في الجزائر والتهديدات التي تعرض لها المواطنون المصريون في بعض المدن الجزائرية. من جانب آخر، لفت الوزير المصري إلى أن المباحثات تناولت الأوضاع في دارفور، حيث استمع من الرئيس البشير إلى تطورات القضية والتقدم الحادث حتى الآن، مشيرًا إلى أن الأمور مطمئنة في دارفور وتتحرك إلى الأمام. وكشف عن سعي مصر لعقد اجتماع لدول منظمة المؤتمر الإسلامي للنظر في كيفية إعمار دارفور وما يمكن أن تقدمه هذه الدول في مجال الإعمار والبنية الأساسية لمواطني الإقليم، وأشار إلى أنه استمع إلى رؤية شاملة من الرئيس البشير للعلاقات بين الشمال والجنوب، معربًا عن أمله أن تحل كافة القضايا العالقة بين الجانبين قبل موعد الانتخابات القادمة في أبريل القادم حتى تقود هذه المرحلة إلى مرحلة مستقرة لإقامة الاستفتاء.