سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في مؤشر على عودة صوت العقل .. مثقفون مصريون وجزائريون يطالبون بوقف حملات التصعيد المتبادلة ومحاسبة الإعلاميين المسئولين عن إشعال الفتنة بين مصر والجزائر
دعا بيان أصدره مثقفون وفنانون وإعلاميون وشخصيات بارزة مصرية وجزائرية ومن دول أخرى إلى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين مصر والجزائر، على خلفية الأحداث التي رافقت مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين الأربعاء الماضي، داعين جامعة الدول العربية "للعمل على وقف التدهور والعبث بمقدرات الشعبين". وحمل البيان الذي وقع عليه 140 شخصية مصرية وجزائرية، المتعصبين من الجانبين المسئولية عن التدهور الذي أصاب العلاقات المصرية – الجزائرية، وعبر الموقعون عليه عن رفضهم "الاعتداءات التي تعرض لها مصريون في الجزائر والخرطوم بذات القدر الذي نرفض به تعرض أي مواطن جزائري للأذى على أرض مصر". واتهم البيان، وسائل الإعلان بإشعال الفتنة بين الشعبين، حيث عبر عن حالة "الفزع" بسبب ما وصلت إليه "العلاقات المصرية الجزائرية من تدهور" بسبب مباراة المنتخبين، معبرًا عن إدانته ل "تصرفات بعض الإعلاميين غير المهنية من الجانبين"، وطالب الجهات المسئولة بالبلدين "بإجراء تحقيق عاجل مع هؤلاء وتوقيع الجزاء المهني على من تثبت إدانته في تعميق الخلافات بين الجانبين". والبيان هو الأحدث في إطار سلسلة من البيانات التي أدانت الأحداث التي رافقت مباراة أم درمان الأربعاء الماضي، ويأتي في محاولة لوقف حملات التصعيد الإعلامي في مصر والجزائر، والتأكيد على الروابط المشتركة بين شعبي البلدين، والتاريخ النضالي بينهما الذي اختلطت فيه دماء المصريين والجزائريين. ومن أبرز الموقعين على البيان من مصر: الدكتور يحيى الجمل أستاذ القانون الدستوري والوزير الأسبق وسلطان أبو علي وزير الاقتصاد الأسبق وحلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق والإعلامي حمدي قنديل والسيد ياسين مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام وأبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والروائي بهاء طاهر والشاعران أحمد عبد المعطي حجازي وجمال بخيت ونبيل عبد الفتاح مدير مركز تاريخ الأهرام، ونادر فرجاني مدير مركز المشكاة للبحث مصر، والدكتور محمد النشائي أستاذ العلوم النووية، وحسين عبد الغنى مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة، والدكتور عمرو الشوبكى الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام. ومن الموقعين الجزائريين، الإعلاميون عياش دراجي ومحمد حنيبش وعبد الحق صداح ومحمد دحو، وإلى جانب المثقفين المصريين والجزائريين وقعت على البيان شخصيات من دول أخرى، ومن الإعلاميين الأردنيين عمر العزام وعلا الشربجي وعرفات بلاسمة وعماد النشاش ومن السودان أريج عز الدين علي زروق وطلال عفيفي ومن سوريا إيمان إبراهيم. وكان بيان أصدرته مجموعة من المثقفين والفنانين المصريين أمس، جاء فيه: "إن الشعبين المصري والجزائري تربطهما أواصر وطيدة وعلاقات وثيقة منذ القدم تتمثل في وحدة الدين واللغة والتاريخ المشترك، فقد اختلطت الدماء المصرية والجزائرية في العديد من معارك التحرير، ومن ثم فإننا فناني ومثقفي مصر نرفض وندين أحداث العنف المتبادل التي قامت بها قلة من الغوغاء في كلا البلدين، كما ندين الشحن الإعلامي غير المسئول وغير المبرر الذي قام به بعض الإعلاميين من البلدين". إلى ذلك، أطلق مثقفون وسياسيون وأكاديميون من مصر والجزائر ودول عربية أخرى مبادرة تحمل عنوان "مصارحة ومصالحة" يدعو لتهدئة الحرب الإعلامية بين مصر والجزائر، وقال الموقعون على بيان المبادرة الذي حمل عنوان "قرار مشترك.. لن نفترق": "إننا مصريون وجزائريون نقدم اعترافا متبادلاً بأن أطرافًا قلت أو كثرت من شعبي البلدين قد قامت بالتعدي على إخوانهم وقد تكرر ذلك إزاء مصريين مقيمين في الجزائر مؤخرًا وضد المنتخب الجزائري وجماهيره في مصر وأخيرًا ضد جماهير مصر في السودان". وقالوا إن الاعتراف يأتي في سياق أن تعميم الوردية ووصف الذات بالمحاسن وقذف الآخرين بالنقائص يُعقد الأمور ولا يحلها، وأضافوا: "إننا نؤمن إيمانا عميقا ولدينا قناعة راسخة أن كل تلك التجاوزات إنما قامت بها فئات متعصبة لا تمثل أبدا جمهور وشعبي البلدين ونحن ننأى بأنفسنا عنها، ولأننا لا نستطيع أن نحكم على حقيقتها وحجمها بسبب عدم وجود تحقيق قضائي رسمي في أي من الدول الثلاثة والضجيج الإعلامي الفوضوي فإننا ننأى بأنفسنا عن تبادل الاتهامات بين الفعل ورد الفعل ونبرأ إلى الله مما فعل هؤلاء وأولئك". وجاء في البيان: "إننا لا يهمنا حجم التجاوزات بقدر ما يهمنا أنها وقعت بالفعل وأي تجاوز مهما كان صغيرا بحق أي من شعبي البلدين إنما هي خيانة لله والأوطان بل ولأخلاق الرياضة ورسالتها، ولذلك فنحن نعتذر كمصريين لبلد المليون ونصف المليون شهيد ونعتذر كجزائريين لأم الدنيا وشقيقة العرب الأولى مصر". وتابع الموقعون على البيان: "إننا لا نريد إضاعة الحقوق الشخصية لمن مسهم الضر أو السوء المادي بالتستر وراء الاعتذار المتبادل لكننا في ذات الوقت لا نريد أن يتحول ذلك للمساس بالعلاقات بين الشعبين ونرى أن كل من لحق به أذى شخصي مادي من حقه أن يلجأ للقضاء في البلد الذي وقعت فيه الاعتداءات حتى تأخذ العدالة مجراها ونحن نثق بنزاهة القضاء واستقلاليته في كل من مصر والجزائر والسودان مع التأكيد على فردانية الأحداث والتشديد على سلوك الطرق القانونية والتذكير بنفي الأطراف الرسمية في كل بلد وقوع أي قتلى من الجانبين". ومن الموقعين على البيان من مصر السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، والسفير إبراهيم يسري سفير مصر الأسبق بالجزائر والمستشارة الدكتورة نهى الزيني والدكتور جلال أمين محاضر بالجامعة الأمريكية والمفكر المعروف، والدكتورة هبة رؤوف عزت محاضر بكلية السياسة جامعة القاهرة، ومن الجزائر مصطفى نويصر أستاذ جامعي وقيتة قوادري مصطفاوي أستاذ بجامعة اكسفورد وعبد الحفيظ مقران أستاذ جامعي وهزرشي بن جلول أستاذ جامعي وطرابلسي جلال أستاذ جامعي وسعيد جسمي أستاذ جامعي. وأدان الموقعون على البيان الإعلام الخاص "اللامسئول في البلدين خاصة الفضائيات المصرية الخاصة والصحف الجزائرية الخاصة التي ضحت بكل مبادئ المهنة وشرف الكلمة من أجل الكسب المادي والتربح على حساب الحقيقة أولاً وعلى حساب العلاقات بين البلدين ونحن نعرف ونوقن بحجم وكم المبالغات والمغالطات التي سيقت في تلك الوسائل الإعلامية المعروفة للجميع ولذلك نطالب بعدم تصديق ما يصدر عنها من مبالغات بخصوص هذه القضية ثانية ونطالبهم بالرجوع إلى العقل والحكمة ومبادئ المهنة." وشدد البيان على أن مصر والجزائر بلدين كبيرين في دائرتهما العربية والإسلامية وتشاركا معا منذ التحرر في البناء والإنتاج ولذلك فإن الشراكة الاقتصادية والإنتاجية بين البلدين ولا بد أن تستمر وأن تتطور ويتم إعادة بناء ما هُدم والحفاظ على المصالح الوطنية والقومية العليا للبلدين مطالبين كل رجال الأعمال المصريين والجزائريين للمساهمة فورا في ذلك.