أكد السفير نبيل فهمي، سفير مصر السابق لدى الولاياتالمتحدة، أن الإدارة الأمريكية تدعم النظام الذى يحقق مصلحتها إلى أن يثبت العكس، وهى ترى الآن أن جماعة الإخوان المسلمين الطرف الأقوى بعد الثورة وقد تنقلب عليها إذا فشلت فى تحقيق الاستقرار، مذكرًا بالمثل الشعبى القائل" المتغطى بأمريكا عريان". وأضاف فهمي، اليوم الاثنين، فى لقائه مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج صباحك يا مصر، على قناة دريم، أن الولاياتالمتحدة تؤيد القوات المسلحة كأداة للحفاظ على الاستقرار، ولكنها لا تميل لتدخل "العسكر" فى العمل السياسى المباشر. وحول زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى للقاهرة، قال فهمى إن الزيارة كانت ضرورية، ولكن تصريحاته بشأن رفضه لمقاطعة المعارضة للانتخابات شحنت الأجواء قبل وصوله، معربًا عن اعتقاده بأنه كان من الأفضل أن يلتقى كيرى كبار رموز المعارضة لمعرفة حقيقة الموقف. وأكد فهمى سلامة، موقف جون كيرى بعدم لقائه المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، موضحًا أن زيارة كيرى لمصر هذه المرة رسمية كوزير خارجية لا يلتقى رؤساء الجماعات وعليه أن يحتاط من أى موقف يساء تفسيره. وحول ما تردد بشأن لقاء سرى جمع جون كيرى مع اللواء محمد رأفت شحاتة، مدير المخابرات العامة، قال فهمى إنه لا يعلم صحة الخبر ولكنه غير متفاجئ منه، وذلك لرغبة أمريكا فى قراءة موقف الساحة السياسية الأمنية منها بالنظام الجديد، خاصة مع التهاب الأوضاع بسيناء ومسألة غلق الأنفاق وسوريا. وعن ال 190 مليون دولار مساعدات أمريكية لدعم الميزانية الحكومية، أعرب فهمى، عن اعتقاده بأن المبلغ جزء من المساعدات السنوية الأمريكية أو جزء من المبلغ الذى وعد به باراك أوباما لدول الربيع العربي، قائلا: "المبلغ ليس كبيرًا بيتصرف فى التحرير فى أقل من أسبوع، ومصر تحتاج لتنويع مصادرها والاعتماد على النفس". وقال فهمى، إن تيار الإسلام السياسى قد يكون مفيدًا لأمريكا وإسرائيل على المدى القصير، لأنه يستطيع تهدئة حماس وحزب الله بالمنطقة، ولكنه على المدى الطويل أخطر على إسرائيل، وذلك ردا على ما يتردد بشأن دعم أمريكا للإسلاميين فى مصر لقبول وجود إسرائيل كدولة دينية بالمنطقة. وأضاف فهمى، أن التيارات الدينية تميل للصدام على المدى الطويل، مؤكدًا أنه يريد مصر دولة تحقق المواطنة، ومن الخطأ أن يعتقد التيار الدينى أنه يستطيع أن يحكم بمفرده وعلى الرئيس أن يعلم أنه يتحمل مسئولية الأقلية بنفس قدر تحمله للأغلبية . ونفى فهمى، أن تساهم زيارة كيرى فى تسهيل حصول مصر على قرض صندوق النقد الدولي، لأن هناك قواعد مهمة فى التعامل مع الصندوق، ومصر لن تحصل على القرض إلا بعد تحقيق شروط معينة للوصول للاستقرار.