أكد الدكتور عمرو حمزاوي –أستاذ العلوم السياسية والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني- أن دعوة الجبهة لتأخير الانتخابات ليست هروبا من الصندوق، ولكنها خطوة في سبيل البحث عن ظروف مناسبة، لأن إجراء الانتخابات في الوقت الحالي لا يحقق الغاية منها وهي التعبير عن مصالح الناس وتحديد الأوزان في منافسة مفتوحة وعادلة بين مختلف الحركات السياسية. ووافق حمزاوي –في مناظرة مع الدكتور جمال حشمت على الهواء في برنامج "جملة مفيدة"- على أن المشاركة في الحياة السياسية أفضل من المقاطعة، ولكن التأجيل هو الحل الأسلم في الوقت الحالي خاصة في ظل اشتعال الأوضاع في مدن القناة، وهو ما سيؤثر على مجريات العملية برمتها، لعدم صفاء الأذهان لقراءة برامج المرشحين الانتخابية. وقال: "الانتخابات في إطار ديمقراطي، أو مجتمع يسعى للتحول الديمقراطي وظيفتها التعبير عن مصالح الناس، وتحديد الأوزان، في منافسة مفتوحة وعادلة بين الحركات السياسية، والانتخابات في دولة مأزومة، بيئتها السياسية غير منتظمة تبتعد عن تحقيق الوظيفتين، مصالح الناس، والعدالة في المنافسة، ومصر تمر بهذه الحالة". وأضاف: "مسار التحول الديمقراطي في مصر مأزوم، الانتخابات تجرى في بيئة غير مهيأة للانتخابات، لن تحقق تمثيلا حقيقيا لمصالح الناس، وأعتقد أن الناس في بورسعيد ليس لديها الذهن الصافي في التفكير في برامج الأحزاب، ونفس الأمر ينطبق على أهالي للسويس ومناطق أخرى تعاني من التوتر". وأشار حمزاوي إلى أن هناك أولويات يجب النظر فيها، وفندها بقوله: "القواعد غير مؤهلة للمنافسة، وهناك أولويات يجب النظر فيها في الدستور، واستقلال السلطة القضائية، والانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان، هذه البيئة المجتمعية لا تمكن من أن تجعل الانتخابات تحقق وظيفتها". وأكد حمزاوي أنه لا يمكن الاختلاف على أن الانتخابات ستعمل على استقرار الدولة والبناء، ولكنه شدد على أن مقاطعة الانتخابات هو رد فعل على عدم وجود قواعد عادلة، وقال: "لا أريد المقاطعة، ولكن أريد المشاركة غير أن البيئة لا تشجع، مصر التي نتابعها كل مساء، وصلت لنقطة اللاحكم، الشأن العام لا تتمكن السلطة من إدارته.. هل يمكننا الانتظار؟.. نعم يمكننا شريطة التفكير في الحلول. كل هذه الأمور لابد من إعادة التفكير بها، ومقاطعتنا لا تعني الهروب من صندوق الانتخابات". وأضاف: "لا يمكن الاختلاف على التأكيد على استكمال بناء مؤسسات النظام الجديد عبر الانتخاب كأولوية رئيسية، فبدون استكمال بناء المؤسسات لا تستقر الأمم ولا الشعوب، وأدرك جيدا أن الأساس في العمل السياسي هو المشاركة، الأحزاب السياسية تنشأ في المشاركة في الانتخابات والمنافسة على السلطة، المقاطعة ليست بالنزوع الطبيعي، السياسي لابد أن يرغب في المشاركة، كل هذه الأمور صائبة، والأمر الوحيد الذي أطرحه هو أنه علينا أن نفكر في البيئة السياسية ككل، البيئة حاليا بها قواعد غير عادلة، في ظل بيئة اجتماعية متوترة".