عُرض في قطاع غزة مساء اليوم السبت الفيلم الفلسطيني "5 كاميرات مكسورة"، الذي يجسد معاناة قرية "بلعين" في الضفة الغربيةالمحتلة. ونظمت مجموعة "ديوان غزة "الشبابية عرضاً للفيلم، الذي أخرجه الفلسطيني عماد برناط والإسرائيلي جاي دفيدي، وترشح لجائزة الأوسكار السينمائية. وعلى مدار 7 سنوات، جمع برناط مادة هذا الفيلم، عبر 5 كاميرات تحطّمت أثناء التصوير. وهو يوثق النضال السلمي الذي يخوضه أهالي بلعين ضد الجدار العازل، الذي تبنيه إسرائيل وتصادر أراض في القرية لصالح بنائه. ويتحدث الفيلم تحديدا عن مسيرات "بلعين" الأسبوعية المناهضة للجدار. وأسبوعيا، يشارك هذه المسيرة مجموعات كبيرة من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب الرافضين لسياسة التهويد الاسرائيلية للأراض الفلسطينية المحتلة. ويجسد تلك المسيرات المخرج الفلسطيني عبر تصويره، بكاميرا فيديو، لمراحل حياة ابنه الصغير "جبريل"، الذي ولد في "بلعين" عام 2005، مع بدء بناء الجدار الفاصل في القرية. وتمضي مشاهد الفيلم، ليكبر الطفل "جبريل" أمام عدسة الكاميرا عاماً بعد آخر. وعبر 90 دقيقة، هي مدة الفيلم، عمل المخرج الفلسطيني على لفت الانتباه إلى قضية الجدار الفاصل وواجه برناط خطر الموت 5 مرات أثناء تصويره للفيلم، وفي كل مرة كان الذي ينقذ حياته هي الكاميرا، التي تتلقي عنه الرصاص، وضربات جنود الجيش الإسرائيلي. وقد كسرت الكاميرا الخامسة أثناء تغطيته لمسيرة بلعين التي سبقت الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008، وآنذاك نقله الجنود للعلاج في مستشفى إسرائيلي. ولا يصور الفيلم المسيرات فحسب، بل يصور أيضاً حملات الاعتقال للمحتجين ولسكان قرية "بلعين". وفي مشاهد منه، يحمل الفيلم بساطة "حلم" الأسرة الفلسطينية في العيش بسلام، وهي الأسرة التي مثلتها عائلة برناط المشاركة في أحداث الفيلم، لاسيما زوجته التي ظهر حزنها وعجزها عن منع زوجها من المخاطرة بحياته. وقد نافس "5 كاميرات مكسورة" الشهر الماضي على جائزة الأوسكار كأفضل فيلم وثائقي، لكنه لم يزفر بها. وأعرب متضامنون أجانب حضروا عرض الفيلم في غزة اليوم ، عن إعجابهم به؛ لكونه يعبر بقوة عن الانتهاكات الإاسرائيلية بحق الفلسطينيين. وقالت المتضامنة النيوزلندية جولي بولمان لمراسلة "الأناضول" للأنباء إن "الفيلم أثار غضبها لتعبيره بصدق شديد عن معاناة الفلسطينيين في الضفة". أما المتضامنين الايرلنديين جيني وديريك غرهام فرحبا بهذا العرض. وقالت جيني: "لم يثر الفيلم حزني ولا غضبي، وإنما عكس صمود الفلسطينيين في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة". ودعت إلى "ضرورة ترجمة الفيلم إلى عدة لغات، وعرضه عالمياً حتى يفهم العالم حقيقة المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون جراء الاحتلال الإسرائيلي". أما الناشط الفلسطيني يوسف الجمل فقال إن "الفيلم جميل ومعبر". لكنه مضى قائلا: "تملكني شعور بالغضب في نهاية الفيلم، حينما شعرت كفلسطيني بالعجز أمام جبروت العنف الذي تستخدمه قوات الاحتلال". ومنذ عام 2002 تبني إسرائيل جدارا إسمنتيا عازلا على أراضي الضفة الغربية، تحت ذرائع أمنية. ويمر الجدار بمسار متعرج ويحيط بمعظم أراضي الضفة، ويعزل بعضها بشكل كامل. وبناء على الخطة التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية في 30 إبريل/ نيسان 2006، فإن طول الجدار سيبلغ 703 كم عند الانتهاء منه.