في أوضح إشارة على عمق الخلاف بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور أكبر الأحزاب السلفية أكد الدكتور ياسر برهامي أبرز مرجعيات حزب النور ونائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالاسكندرية على أن هناك محاولات من قبل حزب الحرية والعدالة لتزوير الانتخابات المقبلة ، محذرا من أن المضي في هذه الجهود سيعرض سمعة التيار الإسلامي كله للتشويه ويضر بالمشروع الإسلامي ، وكشف برهامي في حواره مع "المصري اليوم" أن الحزب طالب الرئيس محمد مرسي بوقف ما أسماه "أخونة الدولة" ، مضيفا :نريد من الرئيس الوفاء بوعده .. بوقف عملية أخونة الدولة بتعيين عدد كبير من قيادات الجماعة فى المناصب المهمة، ولابد من وقف هذا الأمر باعتباره أكبر خطر يهدد مصر الآن لإثارته فتنة بين أبناء الشعب، وحزب النور لن يتوقف عن المطالبة بوقف أخونة الدولة، ولابد أن يتدخل الرئيس مرسى ويتم الالتزام بما أعلنه بأنه رئيس لكل المصريين وليس لفصيل سياسى واحد . وفي تفسيره لأسباب إعلانه الانسحاب من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح اعتبر أن الموقف من الاعتداء الرئاسي على سمعة الدكتور خالد علم الدين كان سببا ، غير أن أضاف سببا آخر حسب قوله وهو سيطرة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين على أعمال الهيئة، لذلك طلبت منه رفع يده عن الهيئة حتى تستطيع أداء دور التنسيق بين القوى الإسلامية، ولكن وجود الشاطر يجعل الهيئة تنحاز للإخوان على حساب القوى الإسلامية الأخرى . وحذر برهامي من خطورة عدم عرض قانون الانتخابات على المحكمة الدستورية قبل صدوره قائلا : عدم تقديم القانون للمحكمة الدستورية يعرض الانتخابات البرلمانية للطعن الدستورى ولا اجد مبررا لذلك سوى أن هناك رغبة من الاخوان فى ترك الامر هكذا، فاذا اجريت الانتخابات وفاز الحرية والعدالة على الاغلبية وقف الاخوان ضد الطعن على الانتخابات، أما اذا خسر الحرية والعدالة الاغلبية سعى للطعن فى الانتخابات، والاخوان يعتبرون الانتخابات القادمة بالونة اختبار شعبيتهم . وهدد برهامي بالانسحاب من الانتخابات إذا لم يشرف القضاء المصري إشرافا تاما ومتوازنا عليها ، مضيفا : سننسحب من الانتخابات، فقد قلت إننا نرفض استحواذ فصيل من القضاة على عملية الإشراف على الانتخابات البرلمانية، خاصة إذا كان لهذا الفصيل أى انتماءات سياسية مثلما تردد، وأعتقد أنه فى حالة مقاطعة القضاة للانتخابات ستكون النتيجة محسومة مقدماً لصالح الإخوان، لذا سيعلن حزب النور انسحابه من المشاركة فى الانتخابات البرلمانية إذا انسحب القضاة من الإشراف عليها ، فقرار المشاركة ليس نهائياً، بل هو مرتبط بتوفير ضمانات النزاهة فى كل مراحل الانتخابات . وعندما سئل برهامي سؤالا محددا يقول نصه : هل تتوقع وجود نية لتزوير الانتخابات البرلمانية؟ أجاب حرفيا بالتالي : هناك محاولات لذلك، ولكن تزويرها سيضر بقوة بمصر ومصلحة المشروع الإسلامى، لذلك أناشد الجميع الابتعاد عن أى محاولات لتزوير الانتخابات.