تقدم محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك، ببلاغ إلى رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية ضد جميع شركات صناعة الأسمنت باستثناء شركة العريش للأسمنت التابعة للقوات المسلحة ( جهاز الخدمة الوطنية)مطالبا بالتحقيق الفوري فى ارتفاع أسعار الأسمنت. و قد أفاد البلاغ أنه ارتفعت فى الأسابيع الأخيرة أسعار الأسمنت دون مبرر سوى جنى الأرباح على حساب المستهلكين - ففى الوقت الذى تقوم فيه شركة أسمنت العريش ببيع طن الأسمنت ب 390 جنيهاً – تقوم الشركات الأخرى مجتمعة ببيع طن الأسمنت ب 650 جنيهاً ، ويعد هذا الفارق دليلاً على النهب المنظم الذى تمارسه هذه الشركات للعملة الصعبة وتجريفها لصالح الشركات الأم فى الخارج خاصة وأن مصر تنتج ما يقترب من 60 مليون طن سنوياً وإذا ما جرى حساب الزيادات غير المبررة فإن هذه الشركات تحصل على 200 جنيه كزيادة على سعر شركة العريش الكاشف والذى يفترض أن يقود السوق وهو ما يعنى أن هذه الشركات تحصل على ما يقترب من 12 مليار جنيه فروق أسعار عن سعر شركة العريش ، ومعلوم أن حالة السداح مداح التى تعيشها مصر نتيجة عدم وجود الحكومه المغيبة بفعل الضغوط التى تمارسها هذه الشركات – تتيح لشركات الأسمنت الأجنبية تصدير أرباحها بالعملة الصعبة للخارج حتى أن موظفى بعض هذه الشركات فى أوروبا يحصلون على مرتباتهم المرتفعة من حصيلة الأرباح التى تأتى من مصر على اعتبار أن هذه الشركات تحقق أرباح باهظة لا تقارن مع الأرباح الهزيلة التى تحصل عليها فى معظم فروعها حول العالم ولدينا ميزانيات توضح أن هذه الشركات ربما لا تربح إلا فى مصر فقط ، وهو البلد الذى فتح أرضه وسماءه لهذه الصناعات القذرة والملوثة للبيئة دون ثمة اعتبار لصحة المصريين ودون تعويض يجبر الضرر على صحة الناس . وطالب العسقلاني من الجهاز وبشكل عاجل التحقيق الفورى فيما إذا كانت هذه الشركات تمارس فعل الضرر بالمستهلكين ومصالحهم المشروعة فضلاً عن تحميل الموازنة العامة للدولة فروق الأسعار باعتبار الدولة أكبر مستهلك للأسمنت، ودراسة استرداد هذه الشركات فى حال عدم الالتزام مستعينين بما فعله شافيز فى فانزويلا مع شركات مواد البناء ، ودراسة رد الأموال التى دفعوها بعد حساب نسب الاستهلاك لمعدات هذه المصانع وتأميمها لصالح الدولة – خاصة وأن حجم التجريف للعملة الصعبة يفوق ما تسعى مصر لاقتراضه من صندوق النقد الدولى.