يمرر التاريخ إلى أسماعنا أشخاصًا حين نسمع أسماءهم نشعر لأجلهم بالفخر، هم لم يولدوا كذلك، ولكنهم أصروا وأرادوا وبحثوا عن السبيل ليكونوا يومًا ما أبطالًا على ذاكرة التاريخ تسجل أسماءهم بقلب كل خرائط العالم، تحت شعار: "هؤلاء أرادوا وكانوا بإرادة الله" .. ولكن من يفقد الأمل يسجل اسمه فقط على القبر الذي دفه به فشله، ومن خارجه لا تجد هناك حتى من يقف ليسخر منه، وذلك هو ترجمه الكلمة التي نقولها إجلالًا للآخر: "نفسه طويل".. نعم أي لديه القدرة على التقدم في مسيرته بلا توقف، ولو شاءت الأقدار أن يقف يومًا فذلك فقط لأجل الراحة أو ترتيب الخطوات، كي يكمل مشواره بخطوات أسرع، فعليك أن تقطع عهدك نحو الاستمرارية حتى يقطع التقدم عهده نحوك. "أنا أسير ببطء، لكني لا أسير للخلف أبدًا- إنك لن تفشل إلا إذا انحسبت".. تلك الكلمات هي لرجل من وجهة نظري أنه أثبت للعالم أن الإرادة والمستحيل لا يمكن أن يتقابلان معًا في مكان واحد، إنه أبراهام لنكولن، فعندما كان أبراهام لنكولن في العقد الثالث من عمره، وفي عام 1831 فشل في أعماله الحرة، ثم عاود التجربة ليتكرر فشله مرة أخرى في عام 1834، وفي عام 1835 توفيت زوجته، ليصاب بصدمة عصبية على أثرها في 1836، وفي سنة 1838 خسر في انتخابات الكونجرس، وفي عقده الأربعين وفي عام 1846 خسر في انتخابات الكونجرس مرة أخرى، ثم مرة ثالثة في عام 1847، وفي عقده الخمسين عام 1855 فشل في انتخابات النواب، وفي عام 1856 فشل في أن يكون نائبًا للرئيس، ثم تكرر فشله في انتخابات النواب مرة أخرى عام 1858، وفي بداية عقده الستين أصبح أبراهام لنكولن الرئيس الثاني عشر للولايات المتحدةالأمريكية. إنها قوة الاستمرار نحو أهدافك، تلك القوة المكتسبة من اقتناعك ومدى عزيمتك ورغبتك في الوصول، استمر في الطريق حتى نهايته، وعندما تصل سوف تشعر حقًا بلذة العناء، وأنت تلمس واقع أحلامك، وتستشعر بين يديك ما بدأت من أجله قديمًا، ربما في البداية قد يبدو الأمر لك مرهقًا، ولكن المرهق حقًا والمؤسف هو قِصَر نفسك، إن وقفت في منتصف الطريق، ووقتها ستكون قد أضعت الكثير من الوقت، لتبدأ بلوم نفسك وتقول :"ولم بدأت؟َ!" ولكن لك أن تختار أن تقول شيئًا آخر وهو : "حسنًا... لقد أنهيت أعمالي ولله الحمد". أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]