أفادت لجنة الفتوى في الأزهر الشريف أنَّ الحجَّ عبر المسابقات التي يجريها كثير من وسائل الإعلام في الوقت الراهن وتطلب من المشارك الاتصال برقم محدَّد والإجابة على سؤال أو أكثر للفوز بفرصة حجٍّ بعد إجراء قرعة بين المتصلين، قد يسقط الفريضة عن صاحبه إلا أن بهذا الحجّ "شبهة ويبقى على صاحبه إثْم المقامرة". جاءت هذه الفتوى من لجنة الفتوى بالأزهر ردًّا على سؤال من أحد المواطنين حول حكم الفوز بالحجّ في المسابقات الهاتفية التي تجريها وسائل الإعلام والمعروفة في مصر باسم "مسابقات 0900". وقالت اللجنة في فتواها التي أوضحها الشيخ محمد عبد العزيز أمين عام اللجنة: إنّ "المسابقات بها نوعان؛ الأول نوع يقوم على المسابقات الدينية التي تحتوي على أسئلة دينية وإجابات ويربح فيها الفائز برحلة الحجّ لكن دون تربح من تلك المسابقة، حيث يعدّ الحجّ هنا من باب الحج على نفقة الغير وهو جائز". وأضاف: "أما المسابقات التي تقوم على الاتصال فقط ب(0900) فهذا نوع من المقامرة حيث يكسب شخص في المسابقة، ويغرر بالآخرين للاتصال وتحقيق مكسب للمعلن". ومع ذلك فإنّ الشيخ عبد العزيز يرى أنّ "الشخص إذا فاز برحلة الحج (عبر مسابقات 0900) فله أن يؤدي الحجّ وتسقط به الفريضة مع الشبهة، حيث يبقى عليه إثْم المقامرة، فهو كمن حجّ بمال فيه شبهة". وأوضح عبد العزيز أنّ جمهور العلماء قالوا: إن "من حَجّ بمال به شبهة فحجه جائز، وعلى الحاج إثم الشبهة، أما إذا كان الحج من مال حرام فجمهور العلماء قالوا تسقط الفريضة ولكن لا يؤجر صاحبه ويأخذ إثْم المال الحرام، فيما رأى آخرون أن الحج هنا باطل". وفي سياق متصل، أفتت لجنة الفتوى بالأزهر بعدم جواز جمع تبرعات خيرية لمساعدة الفقراء في أداء فريضة الحج. وقالت ردًّا على سؤال من مواطن حول قيام أحد الجمعيات الأهلية بتعليق ملصقات لدعوة أهل الخير للتبرع لحج الفقراء: إنّ "التبرع لحج الفقراء هو نوع من أنواع التسول؛ لأن الفقير ليس عليه حج، ولا يصح أن تقوم أي جهة بجمع أموال التبرع لتيسير الحج للفقراء، حيث إنّ الحج مفروض على المستطيع ماليًا وبدنيًا وأن يأمن الطريق، والفقير سقطت عنه الاستطاعة المالية، ولا ينبغي أن يتم التسول باسم الحج ومساعدة الفقراء لأدائه". ومع ذلك أوضح الشيخ محمد عبد العزيز أمين اللجنة أنه لو قام شخص ما بمساعدة شخص فقير بنفسه لأداء الحج فلا شيء في ذلك لأنه قام بفعل خير أقدم عليه دون أن يتم التسول منه لصالح هذا الفقير.