سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ردًا على مزاعمه بعدم صلاحية النصوص القرآنية للتطبيق.. أمين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: جمال البنا صاحب "اتجاه تشكيكي" وليس على دراية بمقاصد الشريعة
انتقد الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ما يردده البعض من مزاعم حول أن بعض نصوص القران الكريم أو الأحاديث النبوية لا تصلح في مجال التطبيق في العصر الحديث ولا يمكن الاستفادة منها فيما طرأ من مستجدات وتطورات، واصفا هذا الرأي الذي بأنه "ليس له سند صحيح وينطوي على عدم دراية بمقاصد الشريعة". وأوضح الجندي في تصريح ل "المصريون"، أن القران يحتوى على العقائد والتشريع وتاريخ الأمم وأخبارها والأخلاق وأسس الاجتماع الإسلامي السليم، وقال إن ما يغفل عنه هؤلاء أن القران كتاب هداية، وليس بالضرورة أن تكون كل آية وكل حديث له مدلول بالواقع العملي، إذ يمكن أن تكون هناك مدلولات على عملية لا تقوم على وسائل مباشرة، بمعنى أنها ليست نظريات هندسية توضع موضع التجريب. وكان يعلق بذلك على الكاتب المثير للجدل جمال البنا الذي يشكك في تطبيقات النصوص القرآنية في مقال نشره أخيرًا، يقول فيه: إن الناس أصبحت تضع موضع التطبيق أقاويل على أنها مسلّمات مثل: "خير القرون قرني والذي يليه والذي يليه" و "لا يصلح آخر الأمة إلا بما صلح عليه أولها"، وقال إن الواقع يكذب مثل هذه الأقاويل، لأن أكثر المنكرات مثل قتل عثمان وعلي وحرب صفين وموقعة كربلاء حدثت في القرن الذي عاش فيه الرسول. وحاول البنا الفصل بين الأمور التشريعية الخاصة بالعقائد وبين تلك الخاصة بالمعاملات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من ،المعاملات كما رأى إن بعض آيات القران مما نزلت في واقعة معينة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم أصبحت لا مجال لتطبيقها بعد تلك الواقعة. وعقب الجندي، قائلا: هذا الاتجاه الذي يتبناه جمال البنا وغيره "اتجاه تشكيكي"، لأنه يريد القول بأن هؤلاء الناس ليسوا بأفضل منا وهم في الحقيقة أفضل منا، ومهما وصلنا في عصر المعلومات فلا يجوز الغمز واللمز، إن الأقدمين كانوا بدائيين ولم يصلوا إلى ما وصل إليه العلم الحديث وإنهم ليسوا بأفضل منا. وتابع: إذا كان هناك من يقول إنه لا صلة للإسلام بالمعاملات الحديثة التي تركت النظم الغربية بصمتها عليها فهو كلام لا ينبغي إطلاقًا أن نغفل فيه الإسهامات العملية للحضارة الإسلامية، في إشارة إلى أسبقية العلماء المسلمين في الوصول إلى حقائق ومعلومات كان لها الفضل في إرساء النهضة الحديثة للأوروبيين.