ساءني كما ساء الملايين من شعب مصر ما حدث بين إخواننا في مؤسسة الرئاسة ومن معها وبين إخواننا في حزب النور والدعوة السلفية وما تلا ذلك من تراشقات واتهامات وظنون وأوهام يلقي بها الشيطان في هذه المَواطن وهذه البيئة الخصبة له، وأنا على يقين أن إخواني في كلا الطرفين أعلم مني وأحفظ لمثل هذه المعاني، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم" وأنا أظن أنه مهما بلغ الأمر بيننا فقد كان واجبًا أن تحل الأمور بسهولة ويسر في الغرف المغلقة بعيدًا عن إعلام المرجفين والمزيفين والحاقدين. كان على مؤسسة الرئاسة أن تكون أوسع أفقًا وأقدر على استيعاب الآخرين وأقدر تعاملًا مع الجميع وأحكم في التصرف مع شركاء الدرب ورفقاء العمل ليكونوا لها عونًا ولا يكونوا عليها عبئًا، كما يجب عليها أن تتحلى بحلم معاوية وأن يكون لها شعرة كشعرة معاوية إن جذبها الآخرون رختها لهم وإن رخوها شدتها، فكيف وما بينها وبين إخوانها في حزب النور من رباط أقوى ملايين المرات من هذه الشعرة . وكان على حزب النور أن يكون أفهم لطبيعة المرحلة وأننا أحوج ما نكون اليوم للم الشمل وجمع الكلمة وعلى الأقل لعدم الفرقة أو توسيع الهوة فنحن أحوج لأن ينسى بعضنا للبعض الآخر هنته وأن يغفر له ذلته – هذا إن كان قد ذل لأننا لا نقول من أخطأ في من فالأمر الآن أكبر من معرفة المخطئ – وكم وقع الضيم عليكم من غيرهم فصبرتم والصبر على ضيم هؤلاء - إن كان حدث – أوجب، لا لمصلحتهم بل لمصلحة البلاد عامة واعلموا أن مؤسسة الرئاسة كل من بها حديثو عهد بها والأمر ليس بالهين داخليًا وخارجيًا مع كثرة التحديات والفتن من الداخل والخارج وما زالت فترتهم بالرئاسة قليلة إذن لابد وأن نصبر نحن ونتحمل نحن ونسعى لحل المشاكل والخلافات بأقل خسارة وفي أسرع وقت وليس عيبًا ولا نقصًا أن نتحمل الضيم في سبيل الله ثم مصلحة الدين والوطن وظهورنا بصورة جميلة أمام العالم وأمام أعداء كثر يتربصون بنا ليل نهار . والآن لابد لنا جميعًا أن نتذكر ما أوجبه الله علينا من الوحدة والاجتماع والتآلف ونبذ الفرقة والاختلاف، ولنتذكر أخوة الدين التي عرّفنا الله بها فقال: (إنما المؤمنون إخوة) وليتنازل كل منا في سبيل هذا الواجب ولنعلم أن الحب في الله باب واسع يبتلع كثيرًا من الذلات ويقيل كثيرًا من العثرات ولئن نتآخى في الله خيرٌ لنا وإن تركنا في سبيل ذلك السياسة وما فيها، وما أجمل قول الشاعر العظيم : أخوة الدين يا قومي تنادينا ..* .. بها نحقق يا قومي أمانينا في ظلها الرحب نسمو في تطلعنا ..* .. لكي ننال بها عزًا وتمكينا أخوة الدين سرٌّ النصر فالتحموا .. *.. بحبل خالقكم يا إخوة اعتصموا فالشرق والغرب لا يرضى تجمعنا .. *.. فأخلفوا ظنه يا قومي والتئموا أخوة الدين أقوى من عرى النسب .. *.. أخوة الدين فوق المال والذهب فحققوا أمل الإسلام إخوتنا .. *.. فقد مضى زمن التشتيت واللعب أخوة الدين يا قومي لنا سكنٌ ..* .. ففي حماها يذوب الحقد والفتن وفي حماها يسود الأمن أمتنا .. *..ويختفي من سمانا الضعف والوهن فهيا بنا نأتلف وهيا بنا نتعانق واعلموا أن الله قال: (والصلح خير) وليسرع الحكماء لأداء دورهم وخاصة أبناء الجماعة الإسلامية فهم للطرفين أقرب...... والله الموفق أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]