استنكر أهالي قرية عرب الرواشدة التابعة لمركز طوخ محافظة القليوبية، تصريح محافظ القليوبية الدكتور عادل زايد، أثناء حديثه عن القرية والضحايا المفقودين ووصفهم بأنهم مجموعة فلاحين، ولا يعرفون التعامل في مثل هذه الظروف. مطالبين بالاعتذار الرسمي من المحافظ وتعويض أهل المفقودين تعويضًا مناسبًا يليق بهم وتوصيل الصرف الصحي لأهالي القرية للاستفادة منها. وفى السياق, أغلق أهالي قرية عرب الرواشدة، محطة الصرف الصحي التابعة لقرية ميت كنانة, مشيرا إلى أن هذه المحطة تم إنشاؤها في قريتهم ولا تخدمهم، وتخدم قرية أخرى ولا يستفيدون بها، بالإضافة إلى أنها تجلب لهم المصائب ما بين الحين والآخر, بحسب تعبيرهم. وسيطرت حالة من الحزب الشديد على أهل القرية جميعًا، بسبب الحادث الأليم الذى راح ضحيته 9 أشخاص، منهم 6 أشخاص من قرية عرب الرواشدة بطوخ، في محافظة القليوبية. التقت "المصريون" خالد عرفات عمدة قرية عرب الرواشدة، للتعرف على المشكلات التى أدت لوقوع هذه الكارثة, وفى البداية حمل "عرفات" الشركة القابضة للصرف الصحى أضرار هذا الحادث الأليم, مرجعا ذلك لاختيار العمال من المحليات وتعيينهم في محطات الصرف الصحي بدون تدريب وبدون خبرة وبدون تأهيل, على حد قوله. وأضاف أن قوة استقبال المحطة 2000 متر مكعب يوميًا بينما تستقبل حوالي 5000 متر، وتقوم المحطة بتصريف الباقي في التجمع الرئيسي الموجود في القرية، مشيرا إلى أن هذا يشكل خطرًا جسيمًا على صحة الأهالي، لأن هذه المياه تستخدم في الزراعة. وتابع: إن المحطة لا توفر وسائل الأمان للعاملين بها, مضيفا أنهم سوف يقومون بمقاضاة الشركة القابضة للصرف الصحي لاسترجاع حق المفقودين. وقال رشيد حمدي من أهالى القرية: "كنت أول من وصل إلى المحطة بعد الحادث وعندما توفي شخصين استغاث رئيس المحطة بالمزارعين المتواجدين بالقرب منه ودخل اثنين لقوا حتفهم، واستنجد الرئيس ب 5 آخرين وعندما دخلوا لينقذوهم لقوا حتفهم أيضًا. وطالب المحافظ ورئيس محطات الصرف الصحي أن يقوموا بتقديم استقالتهم وإعلان مسئوليتهم عن الحادث، كما طالب بتوصيل الصرف الصحي للقرية، وتغطية المصرف الموجود في العرب تغطية صحيحة وصالحة حتى لا يحدث ما حدث، بالإضافة لتعويض أهالي الضحايا". أما أحمد رجب بيومي ابن أحد ضحايا الحادث المأساوى، فرفض الحديث مرددًا عبارة "أقول إيه !!.."إيه ذنب أبويا وهوا عامل إداري وليس له علاقة بعمل المحطة غير أنه شهم لا يستطيع سمع إغاثة العمال وتجاهلهم بل ذهب لمساعدتهم حتى لقي حتفه". وأشار إلى أن المحطة لا توجد بها أي معدات حديثة أو قديمة والمستشفى لا توجد بها ماء للغسل، مشيرا إلى أنهم قاموا بتغسيلهم بمياه الترعة، متعجبا من أن التي قامت بالكشف على والده عند وصوله المستشفى "دكتورة نساء وتوليد !!". وشدد على ضرورة إقالة المحافظ بسبب تجاهله للأمر بعد حدوثه وعدم اتخاذ قرارات جدية بمحاسبة المقصرين، بحسب قوله. بينما صرخ شريف نوار"أحد أقارب المفقودين أمام الجميع"، قائلاً: "قرية عرب الرواشدة لم تعرف عنها الحكومة شيئا، ولم تصل إليها أي خدمات منذ حرب 1973، ولا توجد بها مستشفى أو وحدة صحية أو نقطه شرطة، وكل شيء بالمجهود الذاتي لأهل القرية". وأضاف لا يوجد اهتمام بالصرف الصحي، مشيرا إلى أنه فى فصل الصيف مات أكثر من 15شخصًا بمرض فيروسC، بسبب الصرف الصحي والكوارث التى تحدث كل يوم بسبب قلة الخدمات. وقال: "الحكومة تخدم المدن ولا تصل إلى القرى، مشيرًا إلى أنه ليست للحكومة فضل على هذه القرية من قريب أو من بعيد، قائلاً: "9 أشخاص ماتوا علشان ينقذوا عامل واحد !!".