هو أسوأ حادث قطار شهدته مصر حتى تاريخه، وبلغ عدد القتلى فى تلك الكارثة بحسب الأرقام الرسمية إلى 373 قتيلًا، والمصابون 65، لكن كل الدلائل كانت تؤكد أن عدد القتلى أضعاف هذا العدد، لأن عدد ركاب القطار كان يتراوح بين 1500 و 2000 راكب، وفي أول جلسة يعقدها مجلس الشعب المصري بعد وقوع حادث كارثة قطار الصعيد، فجّر أحد نواب الصعيد مفاجأة، عندما حمل كفنًا أسود رفعه في وجه رئيس الوزراء عاطف عبيد قائلًا: إن عدد الذين احترقوا بقطار الصعيد 1500 شخص وليس 400 كما قالت الحكومة، وأكدت اللجنة الفنية التي شكلتها النيابة العامة لمعاينة القطار المحترق من خبراء في هندسة القطارات، أن سبب الحريق هو اشتعال الكابل الكهربائي الذي يمر في جوانب القطار، حتي أن الرصاص الذي يحمي هذا الكابل قد ذاب من السخونة، وكشفت اللجنة عن أن أسلاكا كهربائية قد تم توصيلها بطريقة خاطئة بين عربات القطار. شب الحريق في الساعة الواحدة صباح يوم الأربعاء فى مثل هذا اليوم من عام 2002، في سبع عربات بقطار الركاب، وهو يتحرك قرب قرية كفر عمار بمركز العياط في طريقه من القاهرة إلى صعيد مصر، القطار يحمل رقم 832 من قطارات الدرجة الثالثة العادية المتهالكة، وكان مكتظًا بالركاب المسافرين إلى مدن وقرى صعيد مصر لقضاء عطلة عيد الأضحى بين ذويهم. وقال شهود الحادث إن سائق القطار لم يتنبه إلى الحريق، وظل يقوده لثمانية كيلومترات والنيران مشتعلة في عرباته، في حين كان الركاب يقفزون من النوافذ والأبواب في الأراضي الزراعية وترعة الإبراهيمية القريبة من السكة الحديدية. بعد الحادث بأيام أمكن التعرف على بعض الجثث للركاب الذين قفزوا من القطار، أما جثث الركاب الذين احترقوا بداخله فقد تفحمت تماما وضاعت معالمها، وقال أحد الناجين وهو راقد في المستشفى: "كنا نتدافع والدخان يخنقنا, ثم ألقينا بعضنا بعضًا من النوافذ"، وقال شهود آخرون إن القضبان الحديدية الموضوعة على نوافذ القطار أعاقت بعض الركاب من الهروب من الحريق، وشوهدت جثث متفحمة محشورة بين قضبان إحدى النوافذ. كما عثر على جثث متفحمة لركاب راقدين بعضهم فوق بعض عند نهايات عربتين أثناء محاولتهم الهرب من ألسنة اللهب، وقال شهود إن بعض الجثث لم يعد باقيا منها سوى الهياكل العظمية، وقال مدير إسعاف الجيزة وقتها إن بعض الجماجم انفجرت بسبب شدة اللهب.