أختي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أنا محاسب مصري عمري 48 سنة، أعمل بالسعودية من 6 سنوات - تزوجت بطريقة تقليدية قبل 12 سنة - ولما كنت من بيئة محافظة أحب أهلي وناسي، وقد اشترطت على زوجتي أمام أهلها - وهي من نفس البيئة، بل وأفقر حالاً مني - بأني رقيق الحال وحتى لا تتوهم أني رجل غني.. وقد تزوجنا ورزقنا الله بالأطفال، وقد تحملت زوجتي في بادئ الأمر لمدة لا تزيد عن سنة في الحياة مع أهلي وبين إخوتي - بما في ذلك من صعوبة - أحضرتها معي إلى القاهرة.. وأظهرت كرهاً شديداً لأهلي، وخاصةً لوالدتي التي كانت تبيت معها حال غيابي على سبيل الونس.. وأصبحت توصي أطفالنا بعدم العيش في بيتنا وأنهم لا ينتمون لهذه البيئة، وكبر الأطفال وهم يكرهون بشدة أعمامهم وأهلهم ويستبشرون ويفرحون بزيارة أخوالهم.. على أي حال تمر السنوات، وقد أحضرتها معي وبحثت لها عن عمل (بناءً على إلحاحها)، بجوار شقتي بالسعودية.. وكنت أتحمل وأصبر وهي تحول البيت إلى حريق على أتفه الأسباب، وكنت أعذرها دائمًا - ولم أضربها أبداً إلا عندما ذكرت لي خطيبها السابق وكيف أنه لم ينسها - وقد ندمت على هذا أشد الندم.. ومع تدهور حالتها، عرضتها على طبيب أمراض نفسية (بدون أن تدري لأنها كانت رافضة لذلك)، فأخبرني أنها تعاني من اكتئاب شديد مزمن، وللأسف أهلها اتهموني أنني أريد أن أجننها - الآن يا سيدتي لا أطيقها ومنفصلين جسديًا من حوالي سنة، وهي لا تعرف الاعتذار عن أي خطأ، حتى عندما أذكرها بالله وأن مسئوليتها تجاه بيتها يتطلب منها أن تكون أكثر تحملاً للمسئولية واحتراماً لحقوق الزوج، تكاد تكفر بالله في ردها عليّ.. الآن هي تطالبني بأن أطلقها صباحاً مساء.. ومرة تقول لا أريد أولادًا معي، ومرة تقول لن أترك أولادي، وأنا تائه لا أدري ماذا أفعل وحقوقي كزوج كنت أطالبها بها، وهي ترفض، حتى سئمت منها وأعيش معها الآن، ولا أكاد أراها لأني أفضل أن أمكث في العمل، حتى لا أعود للبيت ويبدأ مسلسل النكد بما فيه من خطورة على حياة الأطفال.. حاولت بكل الطرق بالعلاج بالجلوس مع أبيها.. حتى وصل بي الأمر أنني لا أريدها ولا أطيق النظر في وجهها.. ماذا أفعل؟ وشكراً جزيلاً.. (الحل) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،, من الواضح يا أخى الفاضل أن زوجتك تعانى أزمة نفسية, وأياً كان التشخيص الذى شخصه لك الطبيب المختص, والذى أرتاب فى تشخيصه بأنه اكتئاب شديد ومزمن, لذا فإننى أرى أن تعرضها على أكثر من طبيب, وأن تصارحها بشخصيته وتقنعها أولاً بأن تذهب معك حفاظاً على صحتها وأولادكم ومصير حياتكما معاً, وإذا ما تأكدت من حالتها وتشخيصها السليم المقنع, فلابد وأن تجعلها تلتزم بنصائح وعلاج ذلك الطبيب, حتى تمام الشفاء بإذن الله. وبالنسبة لحديثها عن خطيبها الأول, فهى مجرد محاولة منها لاستفزازك، وسبب ذكرها الأهوج له وقت الغضب بالتأكيد يرجع لحالتها النفسية التى تعانيها, وهو نفس السبب الذى يجعلها تتلفظ بما تسميه أنت كفر والعياذ بالله ولهذا عليك أن تجِدّ فى علاجها النفسى بشكل سريع. ولا مانع من رقيتها رقية شرعية، فهى من السنن المستحبة للمسلم, مع المداومة على قراءة القرآن الكريم فى المنزل أنت وهى والأولاد, فإن استجابت للعلاج وبدأ حالها فى التغير, فعليك أن تصبر وسيأتيك الخير بإذن الله فلا تغفل يا أخى أنه بالتأكيد إن كان لك دور أيضاً فى وصولها إلى ما هى عليه الآن من الحالة النفسية, فأنت لم تستطع احتواءها منذ البداية, كما أنها عانت بعض الشىء من معاملة أهلك وهذا بشهادة منك فلابد وأن تصبر عليها حتى تعالجها فهى فى النهاية زوجتك وأم أولادك, وكلما صبرت كان ثوابك عند الله أكبر. وعليك فى كل تلك المراحل من العلاج والصبر أن تعلم أهلها به وما تعانيه أنت معها وما تضحى به معها من صبر وعلاج.. ولكن إذا اجتمع الأطباء على أن حالتها لا تستدعى كل هذه التصرفات التى تصدر عنها وأن كل ما هى فيه من تطاول ومعاملة سيئة هو طبع فيها وقلة تربية من أهلها لها, فعليك أن تنتهز فرصة أقرب إجازة لكم وتأخذها لتعودا إلى مصر وتذهب بها لأهلها وتشهدهم على ذلك, وإن استمرت معها نغمة المطالبة بالطلاق, واستمر أهلها باتهامهم لك بالباطل بأنك أنت من جننتها, فعليهم هم تحمل مسئوليتها, وعندها أيضاً ستكون العشرة بينكما مستحيلة، فعليك بالاستخارة فى أمر طلاقها منك، ثم تسريحها بإحسان رغم أنه أبغض الحلال, ولكنه الحل الأخير الذى سينتشلكما وقتها من عناء العيش سوياً فى نكد وهمّ دائمين, وحتى لا تصيبكما الأمراض النفسية والعضوية معاً، وتصيب أولادكما أيضاً, على أن تتفقا على حل مرضٍ لرؤية الأبناء أنت وهى, كما أنه من حقك أن تتزوج من أخرى بعد الاختيار السليم والتدقيق حتى لا تتكرر مأساتك مع الثانية. كما أوصيك بكثرة الدعاء والاستعانة بالله على الخلاص من ذلك الابتلاء الذى شق حياتكما, وأدعو الله أن يهديها لك وأن يشفيها وأن تستقر حياتكما مع أولادكما فهذا أفضل. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة / أميمة السيد [email protected]