وسط تواجد أمني كثيف بمختلف أرجاء العاصمة الليبية، تعالت التكبيرات في عدد كبير من مساجد طرابلس، كما ارتفعت أصوات مكبرات الصوت المنتشرة في عدد كبير من الأحياء والمرددة للأغاني والأناشيد المعبرة عن الثورة، وذلك كنوع من الاستعداد للاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 17 فبراير/ شباط 2011 التي أسقطت نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وبحسب مراسل الأناضول فإن عدداً ليس بالقليل من أهالي العاصمة شرعوا منذ اليوم الخميس في تزيين واجهات منازلهم بأعلام الاستقلال الليبي المعبرة عن الثورة وذلك تمهيدا ليوم الاحتفال الأكبر الذي يوافق الأحد المقبل. "عيسى" أحد أفراد الشرطة في نقطة أمنية بالعاصمة قال لمراسل الأناضول إن "أوامر رسمية من وزارة الداخلية عممت على كل الوحدات التابعة لها برفع حالة التأهب طيلة ايام الاحتفال بالثورة". وفي منطقة أخرى بالعاصمة اندمجت مشاعر احد الثوار بلباسه العسكري وهو يجلس على آلية عسكرية، مع ما يشعر به الشارع حيث كان يردد نشيدا ثوريا مع المارة في الشارع قبل أن يقاطعه مراسل الاناضول بسؤال عن الحالة الأمنية بالعاصمة فأجاب أنه "لم يشهد أي خروقات أمنية ولم يتم التبليغ عن أي حادث من شأنه أن يعكر صفو فرح الليبيين بثورتهم". وفي ميدان الشهداء (وسط العاصمة) وهي الساحة التي كان يطلق عليها القذافي "الساحة الخضراء" تزايد عدد المترددين عليها استعدادا للاحتفالية حيث قال عبد الرحمن الكدي، أحد المتواجدين بالساحة، إنها "تخلو من أي محتجين على شرعية البرلمان أو الحكومة فالجميع يسترجع لحظات الانتصار ونيل الحرية". وشهدت دعوات النشطاء السياسيين وأعيان القبائل للخروج إلى الشوارع في الذكرى الثانية لانطلاق الثورة الليبية احتجاجًا على أداء المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) تراجعًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة. جاء ذلك عقب إصدار المؤتمر الوطني قبل أيام قرارا يقضي بانتخاب لجنة الدستور من الشعب ومتابعة إعادة بناء مفوضية الانتخابات استعدادا للبدء في انتخاب لجنة الدستور في استجابة واضحة لمطالب دعاة التظاهر الذين اتهموا المؤتمر بإهمال مهمته الأساسية وهي إعداد الدستور. كما وعد رئيس الوزراء علي زيدان بتحسين مستوى معيشة المواطن والبدء في تنفيذ خطط تتعلق بجمع السلاح وضم مليشيات الثوار الى مؤسسات الدولة. وتشهد العاصمة طرابلس انتشارا كبيرا لبوابات التفتيش الأمنية، كما أعلنت وزارة الداخلية الليبية، أول أمس الثلاثاء، إغلاق منافذ البلاد الحدودية البرية مع تونس ومصر بدءًا من منتصف ليل الأربعاء/ الخميس وحتى الاثنين القادم، كما أعلنت عن تعليق الرحلات الجوية الخارجية باستثناء مطاري طرابلس وبنغازي. وجاء القرار بناءً على بيان لرئاسة الوزراء الليبية أعلنت فيه جملة من التدابير الأمنية المصاحبة لاحتفالات البلاد بالذكرى الثانية لثورة 17 فبراير/ شباط 2011 التي أسقطت نظام العقيد الراحل معمر القذافي، حيث قررت إغلاق حدودها، مؤقتًا، مع مصر شرقا وتونس غربًا بخلاف الحدود الجنوبية المغلقة لأسباب أمنية منذ حوالي شهرين. وكان رئيس الحكومة الليبية قد اعلن في تصريحات صحفية في وقت سابق ان الدولة لم ترصد ميزانية للاحتفال بذكرى الثورة مؤكدا ان الاحتفال سيكون شعبيا وكل مدينة ستحتفل حسب طريقتها داعيا شعبه إلى المحافظة على مكاسب الثورة والحذر من اختراق من دعاهم بعناصر موالية للنظام السابق لصفوفهم لزعزعة أمن البلاد.