الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد فالأعمى يرى والأصم يسمع والأبكم ينطق والمجنون يعى والأحمق يدرك جسامة ما تعيشه أمتنا الإسلامية وأوطاننا العربية من محنة لم تترك شيئاً إلا وأتت عليه فجعلته كالرميم من أخلاق وأذواق وعافية أبدان وصالحية الماء الهواء ومستوى التعليم حتى ما يسمونه فناً وصل إلى الحضيض وما بحبك يا حمار من أحد ببعيد والمحنة حاضرة بقوة وجلاء فى كل متر مربع من المكان وفى كل فمتو ثانية من الزمان لا تحتاج إلى نصب الدليل ولا إقامة الحجة ومن أعراض هذه المحنة أن أهل الحق صاروا يتكلمون فى البدهيات وإضطروا – ولا أناقش هنا أهم معذورون فى ذلك أم لا- أقول اضطر أهل الحق أن يسكتوا عن أشياء من الباطل حتى لا يرميهم الناس بالتطرف خاصة أن هذه الأشياء زينت حتى لا تبدوا باطلاً من هذه الأشياء الرياضة الإحترافية أو الرياضة على مستوى المنافسة والبطولة بشكلها الحالى خاصة كرة القدم وأنا أعلم أننى ومنذ بداية هذا السطر بدأت أخوض فى مفازة مهلكة لا يكاد يدخلها أحد فينجو إلا من أنجاه الله الرياضة و بشكلها الحالى تفر ض عددا من التساؤلات منها هل يجوز أخذ عوض على اللعب ومنها مافيها من انكشاف العورات ومن تضييع للصلوات ومن سب وبذىء الإشارات ومن إلهاء الناس عن قضاياهم الحقيقية و تخديرهم ببطولات مزيفة وانتصارات وهمية ولا يخرجن خارج أو يجيئن جاء فيكلمنا عن صورة الرياضة المثالية التى ليس لها فى الحقيقة وجود كالعبقرى صاحب العمامة الكبيرة الذى سئل عن الغناء فقال حلاله حلال وحرامه حرام فهذا كلام باطل ولا شك بل هو تمييع للحق فالسائل يسأل عن الغناء الذى نعرفه كلنا ونسمعه الذى هو ألفاظ تحض على الفجور والفسوق والإنحلال فكيف تأتى الإجابة بهذا الشكل ؟ أليست المباريات تبدأ قبل صلاة المغرب وينتهى شوطها الأول مع أذان العشاء هل سمعتم عن مباراة أوقفت لأجل الصلاة ؟ الصلوات تمر والجماهير فى مكانها واللاعبون فى لعبهم أيجوز هذا ؟ أنظر إلى المساجد تشتكى إلى الله أثناء مواعيد المباريات أنظر إلى الجمهور يسب اللاعبين بأبائهم وأمهاتهم سب وغيبة وكذب واللاعبون يفعلون مع بعضهم مايشيب له الولدان بل أنظر كيف صرفت الرياضة بشكلها الحالى المسلمين عن ربهم ودينهم وكيف صارت أغلى أمانيهم النقطة والنقطتان والتمثيل المشرف والتأهل ما أن نخرج من كأس الأمم الأفريقية حتى تضربنا كأس الأمم الأوروبية بعدها مباشرة كوبا أمريكا يليها فوراً كأس القارات وأثناء ذلك التصفيات المؤهلة إلى جنوب أفرقيا إن المتابع لأحوال الشعبين المسلمين فى مصر والجزائر هذه الأيام لا يمكن أن يتصور أن هذه رياضة وأن هذا لعب وأن هذين المنتخبين فقط يتنافسان على مكان فى بطولة كرة بل والأعجب أن غاية ما يمكن أن يحصدوه هو تجاوز الدور الأول فى جنوب أفريقيا ولو حدث هذا فاعلم أن بلد هذا المنتخب لن تنام وأن هناك من سيموت بأزمة قلبية وهناك من سيسمى مولوده باسم صاحب الهدف وهناك ملايين لن يناموا وسيخرجوا إلى الشوارع ويسهرون حتى الصباح ولن يسمعوا أذان الفجر وإن سمعوا فلن يلبوا وإن لبى بعضهم فسيصلى ببدنه وقلبه هناك يدق من الفرحة وعقله يستعيد الأهداف واللقطات المثيرة ستخرج الجماهير تلوح بعلامات النصر وتطلق أناشيد النصر أما إن انهزم الفريق فستكون ليلة حزينة وربما مات البعض من الكمد أو طلق البعض زوجاتهم إن المتابع للأحداث والتطورات والقارىء للتعليقات والحرب التى أشتعلت بين المعسكرين سيعرف إن كان من أهل الإصلاح فداحة الخطب وعمق الجرح وحجم الكارثة والله إن أهل الإصلاح إذا تابعوا مايكتب وما يقال تتفتت أكبادهم ويحترقون من الأسى وهم غير مصدقين لا صوت يعلو فى البلدين المسلمين الآن فوق صوت المعركة فأى معركة ياترى؟ أمعركة تحرير القدس أم معركة إستعادة الكرامة أم معركة رد الإعتبار أم معركة التصدير والاستغناء ؟ هل هى معركة إنتاج سيارة أو إصلاح التعليم أو محاربة الأمية أو الفساد قولوا لى معركة ماذا التى لا ينبغى أن يعلو فوق صوتها صوت ؟ الأقصى يضيع والفريقان فى مصر والجزائر مشغولان بعدد تذاكر المعسكر الجزائرى الحرمات تنتهك والفريقان يتساءلان عن أهمية هدف ابو تريكة الإعتبارى الأرواح تزهق والاموال تنهب والخيرات تسلب والفريقان يتساءلان عن مكان المباراة الفاصلة ثم ماذا بعد هذا ألهذا خلقتم أخلقتم لتلعبوا فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون