انتقدت الإعلامية الإسرائيلية البارزة سميدار بيري عدم حضور أي صحفي إسرائيلي لفعاليات المؤتمر العام للحزب "الوطني" الذي اختتم أعماله أمس، في الوقت الذي شهد فيه حضور عشرات الصحفيين من كل أنحاء العالم والذين تمت دعوتهم ليحلوا ضيوفا على الحزب الحاكم في مصر لتغطية جلسات المؤتمر. وقالت بيري في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه في الوقت الذي لم يحظ فيه الصحفيون الإسرائيليون بتغطية المؤتمر تقوم إسرائيل باستضافة الأفلام المصرية على أرضيها، لافتة إلى قيام مؤسسة "سينماتيك" السينمائية الإسرائيلية ببث احتفالي للفيلم المصري "أيام السادات"، موضحة أن كثيرين خرجوا دامعين بعد مشاهدتهم لسيرة الرجل الذي أجرى زيارة التاريخية إلى القدس واغتيل بعد ذلك. وأضافت أن الإسرائيليين ما زالوا ينظرون بتفاؤل إلى العلاقة بين القاهرة وتل أبيب ناظرين إلى نصف الكأس الممتلئ، فهم فرحون بقيام مؤسسة حكومية إسرائيلية للمرة الأولى بعرض فيلم مصري في إشارة إلى سيمانتيك لكنه من غير الواضح إذا ما كان عرض الفيلم جاء بعلم المخرج المصري وماذا سيكون مصيره في القاهرة إذا ما اكتشفوا "الفضيحة"، حسب وصفها. وانتقلت بيري للحديث عن ملف التوريث في مصر وعلاقته بالمؤتمر، موضحة أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد في تصريحات مؤخرا أنه "لا يستبعد إمكانية تنافسه على الرئاسة"، وهو ما رأت فيه "بالون اختبار" يأتي في مصلحة جمال مبارك نجل الرئيس المصري الذي يرغب والده في توريثه الحكم. وقالت إن تصريحات موسى لم تأت مصادفة، بل تزامنت مع مؤتمر الحزب "الوطني"، ربما لتعطي رسالة أن الحواجز تحطمت وبات مسموحا إجراء مداولات ومناقشات في مسألة "من سيكون الرئيس القادم" وأن الصحف لم تعد تغلق وأن الملاحقات القضائية ضد الصحفيين ومن يتحدثون عن الرئيس انتهت. ولفتت إلى أن "بورصة المرشحين للرئاسة" لا تزال في تزايد فهناك أسماء مثل الدكتور محمد البرادعي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات و"النجم الجديد القديم" عمرو موسى، وفي كل الأحوال فهنا في تل أبيب يعدون الأوراق ويدرسون سيناريوهات ما بعد مبارك. وأوضحت أن مصر ليست فقط هي الجار الضخم وشريك المصالح، بل إن كل هزة أو إشارة توتر ووهن في القيادة المصرية من شأنه أن يؤثر علينا أيضا.