منذ فترة ليس بالبعيدة إتخذت بعض القنوات الخاصة الغير تابعة لاعلام الدولة نهجاً جديداً يتمثل فى استضافة أحد الاطباء النفسيين إما للرد على تساؤلات المشاهد أو لتحليل بعض الظواهر الجديدة على المجتمع ورغم أن بعضها اتخذ من شخصية الرئيس مادة دسمة لإخراج عدد من الحلقات وجذب الكثير من الإعلانات إلا أنهم لم يعطو كل ذى حق حقه . من إذاً هم أصحاب الحق المهضوم فى تلك الحلقات !؟ هنا لا يجب أن نقول "بإختصار " أو " ملخص ما يجرى " وإنما وجب الان سرد بعض الحقائق التى قد تغيب للحظات عن البعض . إن أولى الناس بالتحليل النفسى سواء كان امام شاشات التلفاز أو من أولى الأمر هم هؤلاء الذين لا يستطيعون التحد ث أمام الكاميرات أو عبر وسائل الاعلام المختلفة هم جنود الامن المركزى بصفة خاصة وافراد جهاز الشرطة بوجه عام ولطالما نادينا بإعادة تأهيلهم نفسياً قبل إعادة هيكلة الجهاز نفسه ؛ فالهيكلة بدون تأهيل نفسى لمواجهة تحديات الثورة المصرية وتبعاتها ماهى الا كمن يحرث البحر إذ لابد من وضع أسس جديدة فى كيفية تعامل الجندى وفرد الشرطة مع المتظاهر مع اختلاف معنى التظاهر عن ذى قبل . وما حدث مؤخراً فى حادث( سحل) المواطن الذى تداولته وسائل الاعلام لا يدل على القسوة وإنما يدل على غلٍ تمكن من الجنود وكمن فى نفوسهم والذى هو نتاج تراكم الاهانات المتلاحقة التى تلقى على عاتقهم دون ذنب سوى انهم مكلفون بحماية وأمن المبانى ولكنه مع حماية المبانى لا ينبغى ان يتهاون فى حق نفسه فهو دائما حائط صد يتلقى الضربات من كل اتجاه وليست موجهة له بعينه . ولم يخرج علينا من يتحمل المسئولية ولم نر من يعالج تلك المسألة التى أصبحت ظاهر والتى مازلت أراها غل وليست قسوة متعمدة كما يصورها البعض ولكى نراها على حقيقتها لابد لنا من الوقوف بالجانب الاخر لدقائق معدودة لنرى ماذا نحن فاعلون ونحن نهان سواء بالشتائم واللعان أو بالضرب والحرق دون ان يكون لنا الحق فى رد تلك الاهانات لهذا خُلق الغل فى قلوبهم نتيجة تلك الضغوط التى يصاحبها تجاهل من القربين قبل وسائل الاعلام التى يجب عليها الحيادية فى تناول مثل تلك القضايا الشائكة ذات الاتجاهين فلهؤلاء حقوق كما لمن يطلق عليهم ثوار حقوق ؛ وعندما ننادى بإعادة التأهيل يجب على جهاز الشرطة أخذ النداء عل محمل الجد لان الامور تزداد تعقيداً فالامر غير مقتصر على ما يحدث فى الميدان فقط وإنما بتعميق النظرة نجد أن أساليب ( السحل ) إن جاز التعبير مازالت مستمرة فى اللأكمنة وداخل أقسام الشرطة كما كانت من قبل بداية من ( المحبر ) الى ( مأمورالقسم ) كلٌ حسب سلطته وإمكاناته فالاهانة المتعمدة داخل الاقسام لا تقل عن الاهانة فى الميدان وكلها تحتاج لمراجعة مع النفس من أولى الامر داخل الجهاز ذاته ؛ ولكن لابد من ابراز تلك المعانى وإيجاد المناسب من الحلول لها عبر اراء متخصصون فى هذا المجال وهذا لن يتأتى إلا بمساعدة وسائل الاعلام المختلفة حبذا لو كانت تلك التى تظهر " البلطجى " الفعلى على أنه ثورى مناضل من أجل الحرية . دعوة لأصحاب تلك القنوات أطباء تنمية النفس البشرية كثر ومنهم من شرفنا برؤيته عبر شاشاتكم لا ضير إن اختلف موضوع الحلقة عن المعتاد وكان همكم هو إعادة تأهيل هؤلاء الجنود المصريين فهل من مجيب !؟ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]