عبد الرحمن الرافعى هو أهم مؤرخ تعرض بكل نزاهة لسرد تاريخ مصر الحديث فى الفترة من عهد محمد على حتى ثورة يوليو 1952، وينتمى إلى أسرة ترجع أصولها إلى الخليفة العادل عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -، وقد هاجر أجداده الأقربون من الشام إلى مصر خلال السنوات الأولى من حكم محمد على، واشتغل معظم أفراد هذه الأسرة بالعلم والقضاء. ولد عبد الرحمن الرافعى فى حى الخليفة بالقاهرة فى مثل هذا اليوم عام 1889، ونشأ فى كنف والده الشيخ عبد اللطيف بن مصطفى بن عبد القادر الرافعى الذى كان يعمل فى سلك الفتيا والقضاء بعد تخرجه فى الأزهر. اتجه عبد الرحمن عقب تخرجه فى مدرسة الحقوق إلى العمل بالمحاماة، وتدرب فى مكتب المحامى محمد على علوبة بأسيوط فترة قليلة لم تتجاوز شهرًا واحدًا، لبى بعدها دعوة محمد فريد للعمل محررًا بجريدة اللواء لسان حال الحزب الوطنى، حيث بدأت معها حياته الصحفية وصلته الوثيقة بمحمد على التى لم تنقطع حتى رحل الزعيم الكبير عن الدنيا فى سنة 1919م. لم يستمر عمله بالصحافة طويلًا فعاد إلى المحاماة، وشارك أحد زملائه فى فتح مكتب للمحاماة بالزقازيق سنة 1910م، ثم افتتحا مكتبًا آخر بمدينة المنصورة، وظل مقيمًا بالمنصورة حتى سنة 1932م حين استقر به المقام بالقاهرة. فى أثناء إقامته بالمنصورة شغل أوقات فراغه بالتأليف، فأخرج كتابه الأول المسمى "حقوق الشعب" سنة 1912م، ثم أعقبه سنة 1914م بكتابه الثانى "نقابات التعاون الزراعية" بهدف تنشيط الحركة التعاونية فى مصر. دافع الرافعى عن الدولة العثمانية صاحبة السيادة على مصر، وأيد وجهه نظر حزبه فى تعضيد فكرة الجامعة الإسلامية والدعوة لها والالتفاف حولها، ولم يقف عند تأييد الدولة العثمانية بالقول بل تبعه بالعمل، فعندما نشبت الحرب الطرابلسية بين الدولة العثمانية وإيطاليا سنة 1911م، وانتهت بوقوع ليبيا فى قبضة الاحتلال الإيطالى، قام الرافعى مع رجال حزبه بجمع التبرعات لتدعيم قوة الدولة العثمانية والدعوة على صفحات الجرائد للتطوع إلى جانب إخوانهم فى طرابلس، وعندما سقطت الخلافة العثمانية عل يد أتاتورك كان الرافعى واحدًا ممن اشترك فى اللجان التى قامت لإحياء الخلافة الإسلامية. أشهر مؤلفاته: حقوق الشعب، تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم فى جزأين، عصر محمد على، عصر إسماعيل فى جزأين، الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى، مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية، محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية، مصر والسودان فى أوائل عهد الاحتلال، ثورة فى جزأين، الزعيم الثائر أحمد عرابى، شعراء الوطنية، وغيرهم. فى أواخر عمره دهمه المرض، وظل يعانى منه نحو عامين حتى لقى ربه فى 3 من ديسمبر 1966م.