شرفتى تطل على الشارع الرئيسى وعندما علمت أن مواكب مرشحى البرلمان التى ستزور مدينتى ستمر إجبارياً منه طرقت إحدى الفكر رأسى وألحت علىّ أن أفعل ما فعله حكيم الصين فى الزمن الغابر وبعد أخذ ورد وصراع داخلى وخارجى وجدتنى أنزل الى الشارع مستعيناً بجيرانى الأقوياء وشبابهم الواعد بعد الاتفاق مع رئيس الحى واقتناع الجميع بالفكرة فقمنا بوضع صخرة كبيرة فوق حفرة بها صندوق يحتوى المفاجأة فى منتصف الشارع ( تماما كما فعل حكيم الصين ) بحيث تعوق مرور السيارات واختارنى الجميع بحكم وضع شرفتى لمراقبة ماسوف يحدث وابلاغهم أولا بأول فجلست أرقب المواكب التى جاءت الى المدينة ورأت تلك الصخرة وأسجل مافعلوه يوما بيوم لأخرج بالتقرير التالى : فى اليوم الأول مر موكب المرشح (س) حتى اذا أتى الصخرة قال وهو يضرب ارقام تليفونه المحمول بعصبية ويرفعه الى أذنه : أترون هذا ؟ إنه الاهمال بعينه ، سوف يحاسب إن نجحت كل مسئول يتهاون فى حق الوطن وسوف أتصل الآن بالمحافظ وابلغه بما يفعل السفهاء من وراء ظهره ! ثم استدار بموكبه للخلف راجعا يبحث عن حارة او شارع آخر يؤدى الى سرادق اللقاء ، وفى اليوم التالى جاء موكب المرشح (ص) حتى اذا أتى الصخرة قال : فلنسأل أحد السكان عن مكان اللقاء أبعيد هو عن هذه الصخرة أم قريب ولما اطمأن أنه قريب أمر المؤيدين والمرافقين بركن سياراتهم الفارهة على جانبى الشارع واجتازوا الصخرة مترجلين من باب التواضع الذى يأمرنا به الدين مع وعيد بمحاسبة المسئولين عن هذا العبث فور فوزه بالكرسى وفى اليوم الثالث جاء الموكب الأخير للمرشح (ع) فوجد الشارع مكتظا بالسيارات على الجانبين والصخرة الكبيرة تقف شامخة فى المنتصف لتسده تماما فنزل من سيارته وأشار لكل من معه أن ينزلوا ليساعدوه فى زحزحة الصخرة لإفساح الطريق وعندما اشار اليه احد المرافقين ان يضعوها فى جانب من الشارع قال له اذا فعلنا ذلك نكون قد حللنا مشكلتنا فنستطيع نحن وامثالنا فقط المرور وتصبح المشكلة قائمة بالنسبة الى سكان الشارع وعمال النظافة ولكن علينا ان نحمل الصخرة على ظهر احدى سيارات النقل المرافقة لنجعلها فى مكان لا يضايق أحدا بل يمكن الاستفادة منها مارأيكم أن نذهب بها الى المحجر ؟؟ فشحنوها فى إحدى عربات النقل المرافقة وماكادوا يفعلون حتى نفض المرشح عن ملابسه التراب ثم نظر تحت رجليه فوجد الحفرة التى بها الصندوق فرفعه فإذا به مكتوب عليه :" بداخلى هدية لمن أزاح الصخرة ولم يقف بجوارها يلعن ويتوعد " ففتحه فوجد فيه ورقة كنا قد كتبناها بدمائنا قلنا فيها : " نتعهد نحن أبناء المدينة بانتخابك فأنت تعمل ولا تتكلم وتساعد ولا تهدد وتنظر الى الامام غير مهتم بالماضى وتصفية الحسابات فالدين عندك سلوك والامارة بفهمك خدمة من دونك فهنيئا لك كرسى البرلمان !! " . السطور الماضية تفريغ لرؤيا منامية بعد يوم حافل بمشاهدة مكلمات السادة الطامعين والسادة الطامحين والنخبة الجديدة من شباب الائتلافات العديدة محترفة الكلام والتأثير على عقول العامة ممن يستقوا معلوماتهم ومعارفهم من الفضائيات الفاضية ، أرجو الله أن يهدى بها كل من له صوت ليختار الأصلح جاعلا رضا الله ثم ضميره هدفه لا رضا فرد من الناس على رأس جماعة او مجموعة فى حزب ، أو رغبة فى نيل سلطة زمانية .. مع خالص الشكر لحكيم الصين العظيم ؟؟؟؟ [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]