ما السبيل لإنهاء سلسلة من العنف بدأت منذ الاتحادية الأولى وحتى الان مروراً بأحداث بورسعيد !؟ سؤال تتعد له الأجوبة دون حلول إذ ان هذا العنف سواء كان مبرراً أو غير مبرر فهو نتاج أزمات حقيقية وتراكمات لن تنهى تلك الأزمات ؛ غير أن ما يحدث من شقاق بين القوى السياسية القى ظلاله على الشارع فأصبح المواطن العادى لايرى من يهتم لأمره لا سلطة ولا معارضة ؛ فقد تجاهلت النخب جميعها ثالث أضلاع مثلث الدولة هذا الذى لا يجد له منظما ً لأفكاره منقحا ً لها رغم ان هذا الضلع اساس المعادلة إلا انه لا حاضر له ينسيه ماضيه القريب البائس بل إن حاضره حطم طموحات المستقبل البسيطة وجعلها احلام صعبة المنال هذا الضلع هو الشباب الذى لا ينتمى لحزب أو جماعة أو فكر وليس هوبالسياسي المحنك أو المتحدث اللبق الذى يسهل عليه التعبير عما يدوربخلده لذلك اعتمد على نخبته سواء من أيد أو من عارض فكل له نخبته التى رأى فيها تحقيق مطالبه التى أصبحت أحلاماً ترتجى بفضل تجاهل تلك النخب وأصبح ليس له منبر يتحدث بلسانه فاتخذ الميادين منبره واللافتات صوته وبدأ يتحدث بلغته هو التى تعبر عن غضبه وإن رآها البعض خروجاً عن الشرعية . والعجيب أن هذا ما حدث بالفعل مع النظام السابق حيث انه لم يجعل لتلك الفئة مساحة ليعبروا عن مطالبهم وهذا أخطر ما يواجه من هم فى سدة الحكم إذ انهم تناسوا أهم أهداف الثورة التى قامت عن عمدٍ وليس من قبيل الصدفة وجاء موعدها بترتيب مسبق حيث أحد أهم اسباب غضب الشباب وهى احتفالات الشرطة وقد كانت الكرامة الإنسانية أهم مطالب وأهداف الثورة إحتجاجاً على تصرفات الشرطة وها نحن نعيش نفس الحالة من عدم الإكتراث بحال المواطن الذى أشبعته الوعود الزائفة ألما ً وأرغمه التجاهل على الجهر بأحقيته فى المعاملة الآدمية . ومن قبيل المزاح أن نسمع من يردد دائما ً أن الدستور يكفل ويكفل نعم الدستور يكفل ولكن من ينفذ تلك الكفالة !؟ اين الدولة اين الرئاسة اين الحكومة ؟ لن أتطرق لعمليات سحل وضرب ومعاملة غير آدمية فى الأساس ولكن اين كفالة الدستور لمواطن تم احتجازه أربعة ايام من التعذيب الذى افضى الى الوفاة أين الشرطة من تنفيذ مواد الدستور الذى يكفل ويكفل اين رئيس مجلس الوزراء من مواد الدستور (35 ؛ 36 ) اليس هذا هو القعد الذى بين الشعب والسلطة لا تلوموا من فى الميادين بل لوموا انفسكم فدماء من اغتيل فى رقابكم حتى وإن اثبتم بالفعل انه مذنب فدستوركم الذى( نعمناه ) على أملٍ لا ينص على إصداركم حكم وتنفيذه ؛ لا تلوموا من لم يجعل الدستور إماماً له فأنتم أول من خالف نصوصه . رأفة بالشعب الذى وثق بكم ولا تجعلوا العنف لغة للحوار أعيدوا هيبة الدولة بإعادة تأهيل هذا الجهاز وارجعوا الى ما لم تفهمه الرئاسة أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]