قال الأمين العام لحركة "الجهاد" الفلسطينية رمضان شلح إن "المقاومة بغزة هي خط الدفاع الأول عن سيناء (شرق مصر) وليست مهددًا لأمنها كما يردد البعض". وأضاف شلح، خلال ندوة مساء الإثنين بالخرطوم، أن "المقاومة لا تمثل تهديدًا لأي بلد عربي أو مواطن عربي وأنها خط الدفاع الأول عن مصر وسيناء وليس مهددًا لأمنها كما تروّج لذلك جهات"، لم يسمِّها. وأوضح أن "المقاومة تنظر إلى الاتفاقيات التي أبرمتها بعض الدول مع إسرائيل بأنها شأن داخلي، لكننا نعلم أن الشعوب العربية التي ثارت للحرية والخبز لن تفرط في حقها في فلسطين لأنها القضية المركزية للأمة". واستنكر شلح ما أسماه "محاولة خلق عدو بديلا عن إسرائيل سواء كان إيران أو غيرها" . ووصف خيار التفاوض مع إسرائيل بأنه "مظلة استخدمها العدو الصهيوني لمدة 20 عامًا لتغطية جرائمه ومصادرة مزيد من الأرض وتهويد القدس"، مؤكدًا رفض المقاومة التفاوض باعتباره "إعادة إنتاج للوهم"، ودعا إلى تبني إستراتيجية شاملة للمقاومة والجهاد لتحرير فلسطين. وقال شلح إن طبيعة "العدو" لا تسمح بإنتاج السلام لأنه غرس في المنطقة لإنتاج الحروب وتهديد كل الأمة العربية. وشدد على أن "كل شعب فلسطين واحد موحد سواء في غزة أو الضفة الغربية أو 48 أو الشتات والمقاومة ترفض أي إجراءات لا تتعاطى مع هذا الواقع". واعتبر شلح أن حرب غزة الأخيرة "محطة فاصلة في الصراع مع العدو الصهيوني جاءت بعبير النصر ومثلت الحدث الأبرز"، وتابع: "عندما نقول النصر هذا ليس للمباهاة وإنما لتأكيد حقيقة وقطع الطريق أمام من يريد مصادرة حقنا في النصر لنكون أسرى للهزائم". ورأى أن إسرائيل أخطأت في حساباتها بالإعتداء على غزة وكانت تستجدي وقف إطلاق النار منذ اليوم الثاني لأنها لم تكن تعرف قدرات المقاومة التي قال إنها "امتصت الضربة وإمتلكت زمام المبادرة ووصلت صواريخها قلب تل أبيب" . والتقى شلح أمس الرئيس السوداني عمر البشير وتناولا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية السودانية التي لم تقدم مزيدا من التفاصيل بخصوص ذلك الشأن. ولم يتم الإعلان مسبقًا عن زيارة شلح، وهو أمر عادة ما يحدث مع زيارات قادة الفصائل الفلسطينية للخرطوم، والتي كان آخرها زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي للمشاركة في المؤتمر العام للحركة الإسلامية السودانية. واتهمت الخرطوم في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تل أبيب بقصف مجمع "اليرموك" الحربي جنوبي الخرطوم وهو ما لم تعلق عليه الأخيرة لكن وسائل إعلام إسرائيلية ربطت بين القصف وما قالت إنه "إنتاج المصنع وتخزينه لأسلحة إيرانية تهرب إلى قطاع غزة عبر الأراضي السودانية مرورًا بصحراء سيناء"، وهو ما تنفيه الخرطوم. وأرجع الرئيس السوداني في أكثر من مناسبة القصف الذي تعرض له المجمع إلى تبني حكومته للقضية الفلسطينية، مؤكدًا "مواصلة دعمها للمقاومة".