كل يوم يزداد إيمانى أن الثورة المصرية ستنتصر، وستحاول أن تخرج من النفق المظلم الذى تحاول بعض القوى السياسية الطامعة فى سرقة الثورة ودفن أهدافها والقفز على كل شركاء المشهد السياسى تحت ستار الديمقراطية، ولكن كما تعلمنا أن الشعب المصرى لا يخدع بسهولة وتتساقط الأقنعة فى إطار الممارسة الفعلية على أرض الواقع فتتضح النوايا والأهداف، ومن يريد خدمة وطن ومن يريد خدمة حزب أو جماعة وعلى مدار الفترة الماضية خدع البعض فى حزب الحرية والعدالة وسياساته، ولكنهم بعد فترة من الأداء السياسى البشع والقرارات التى تصب فى إذلال وإفقار الشعب المصرى، واكتشفوا أن مصر عادت للحزب الواحد والفكر الواحد والرجل الواحد، ولكن اليوم فى مفاجأة أذهلت الجميع وأربكت المشهد السياسى بمبادرة حزب النور لإنقاذ مصر، وهى مبادرة بكل المقاييس حاسمة وفاصلة وقادرة على تحقيق أهداف الثورة المصرية والانتصار للشعب المصرى، وهى فى مضمونها نفس مبادرة جبهة الإنقاذ الوطنى الذى يجمع المعارضة المصرية من أجل إنقاذ مصر من الجماعة التى تريد اختطاف الحكم وإقصاء كل القوى السياسية ولكن كما تعودنا الحق ينتصر والعدالة ترتفع والشعب المصرى لا يستسلم ولا يخدع ولن يستطيعوا سرقة أحلامه. مبادرة حزب النور المدهش فيها أنها قادمة من حزب كان الجميع يرى أنه مجرد تابع لجماعة الإخوان المسلمين، فعلى مدار الفترة الماضية كان الحزب مجرد أداة فى يد الجماعة ينفذ ما تريد ويدافع عنها بشكل غير مبرر لدرجة أن المتحدث الرسمى لحزب النور نادر بكار كان يدافع عن الإخوان المسلمين أكثر من دفاعة عن الفكر السلفى الذى يقودة حزب النور، ولكن من الواضح أن الجماعة كانت تعد حزب النور بالشعار الكاذب المضلل لهم مشاركة لا مغالبة، وتوهم حزب النور وقياداته أن المشهد السياسى سيكون للجميع، وأن المعيار للمناصب سيكون لأهل العلم والخبرة، وهذا راجع لقلة خبرة السلفيين سياسيًا وعدم قدرتهم كشف طلاسم عالم الصفقات والتربيطات التى تجيدة الجماعة، ومن الواضح أن التيار السلفى كان يتحالف من أجل الشريعة الإسلامية التى تخلى عنها الرئيس وحزبه ومن أجل تشكيل حكومة توافق وطنى ولكن كعادتهم كاذبون استحوذوا على كل شىء، ويمارسون تمكين الجماعة من كافة مناصب وسلطات الدولة، وهذا ما ذكره نادر بكار شخصيًّا حول أن الجماعة تريد الحكم بمفردها وتمارس الإقصاء السياسى لجميع التيارات السياسية فى مصر، ولكن من الواضح أن حزب النور اكتشف مؤخرًا أن الثورة يجب أن تنتصر، ولابد للجميع أن يشارك فى نهضة مصر، وعلينا أن نقف جميعًا ضد خطف مصر، ولذلك بادر بإطلاق خارطة طريق جديدة يتفق فيها مع جبهة الإنقاذ فى محاولة لإنقاذ مصر. مبادرة حزب النور فى مجملها مبادرة حقيقية تكشف نقاط الاختلاف والتوتر فى الشارع المصرى، وتحاول أن تضع لها سيناريو واقعيًا للحل بعيدًا عن عالم الحوارات الوطنية الوهمية التى تقودها مؤسسة الرئاسة وتقود المبادرة عدة محاور أهمها على الإطلاق هو المصالحة الوطنية، فلا يجوز لفريق واحد أن يحكم مصر فى ظل الحالة الثورية التى يعيشها الشارع المصرى، وتحاول المبادرة إنهاء حالة الطوارئ فى منطقة القناة وترسل رسالة للرئيس أن الحلول الأمنية غير مفيدة، ولن تنقذ مصر بالعكس ستزيد الأوضاع توترًا واشتعالًا وسيحرق الجميع بنار الغضب الشعبى، وتقود المبادرة شىء هام ومطلب جماهيرى كبير هو إقالة النائب العام الحالى، وأن يختار القضاة نائبًا جديدًا عبر المجلس الأعلى للقضاء، ويعكس هذا المطلب حالة التوتر الكبيرة فى صفوف القضاء المصرى، ويطالب بكل صراحة أن يرفع الرئيس يده عن القضاء، والمبادرة تحتوى على بنود عديدة تعالج قضايا كثيرة مثل الحد الأدنى والأقصى للأجور، وقانون الانتخابات وتعديل مواد الدستور والمصالحة مع الإعلام ورجال نظام مبارك الشرفاء الذين لم تلوث أيديهم بدماء المصريين ولا ضمائرهم بسرقة أموال الشعب المصرى، وكلها مطالب شعبية حقيقية ولكن السؤال المهم هل يوافق الرئيس مرسى وجماعته وحزبه على هذه المبادرة أم سيتركون مصر تحترق من أجل حلمهم السياسى المرعب. مصر فى حاجة لكل المبادرات القوية من كافة التيارات السياسية من أجل إنقاذ مصر، ومحاولة لقتل الفتنة وإنهاء الأزمة فهذا هو الوقت الطبيعى لرجال مصر الشرفاء المخلصين وعليهم أن يتصدروا المشهد بأفكارهم وخططهم الحقيقية التى تهدف لنزع فتيل الأزمة وعبور مصر نحو المستقبل فمصر وطن يستحق منا جميعًا أن نحاول بكل قوة أن نفعل أى شىء وكل شىء من أجل تنميته وازدهاره، فنحن بلا مصر لانساوى أى شىء [email protected]