المواطن المصري هل عندك علم به من يكون ؟ نعم إنه هو تماماً ما أقصد! هذا المواطن الذي إن لم يمت تحت عجلات القِطار أو في إحدى عرباته بعد أن تُصبح كومة صفيح عليه ، فلا يعلموا منتشليه أيٌ هي قطع الصفيح من قِطع أجزاء جسده " المتبعترة " والمفرومة بداخلها ، فموتٌ تحت أنقاض عقار ، يُهدم على رأس قاطنيه ، فقد يكون هيئة العقار توحي لك بأحد أمرين : عقار شديد لا يظهر عليه أي أثر من أثر تهالك الزمن ، أو قلة ضمير من أمر بتشيده ، فهذا لا يمكن أن تشك في يومٍ من الأيام أنه قد يسقط على رؤوس أصحابه ، أو عقار كُلما مررت عليه قلت : ربنا يستر كيف يسكن في هذه الدار من يسكن ففي أي لحظة ممكن أن ينهار عليهم . الأخير هذا أوفر حظاً من الأول لأنهم وعلى أقل الأمور تنبؤا أن الكارثة في أي وقت قد تقع استعدوا لذلك أم لم يستعدوا ، وأما هؤلاء الآخرون فهم أقل حظاً فقد ضربهم المظهر الخارجي على قفاهم ضربة قوية وخدعهم ( من بره الله الله ، ومن جوه يعلم الله) . إن لم يكن ذلك ولا ذاك فهو موتٌ بالحسرة من أي شيء على أي شيء آخر دون القِطار أو العقار فالموت بالحسرة هو ثالث سبب من أسباب الموت الرئيسية والعظيمة في المحروسة ، أيام مُبارك كانت القِطارات ، والعقارات في كفة ، والموت بالحسرة في كفة ، والتي كانت توازن الكفتين الموت تعذيباً في سجون مُبارك. أما الآن فا أختلف الموضوع نوعاً ما فبجانب تلك المُهلكات الرئيسية التي مازالت تحتل مراتب أولية لا بأس بها في القضاء على المواطن المصري ..أضف موت في المُظاهرات والاحتجاجات والاحتفالات ، نعم كانت موجودة من ذي قبل ؛ ولكنها الآن أصبحت منتشرة بطريقة عادية جدا وملحوظة فأصبح قتل المصري للمصري كلعبة اللص أو الحرامي في البلايستيشن الذي يبلطج على خلق الله بالسرقة والقتل والضرب ويهرب تُستكمل اللعبة وتتوالى الأدوار.. طبعاً الماسك بأذرع البلايستيشن هو من يصنع ذلك وبالتالي يقوم بذلك وهو في منتهى الهدوء والأريحية فهو يقوم بأمر عادي لأنها ليست حقيقة ، في المحروسة الآن مثل ذلك يحدث المصري يقتل المصري ببساطة وعادي جدا ، حتى عندما يُقتلوا بالأكوام كانوا واحداً أصبح عشرة ، عشرون ، ثلاثون..، تتناقل وسائل الإعلام الأمر بكثير من الانفعال المصطنع على شوية توليع وتشيط للبقية الباقية لكي يتشعبطوا في بعض ويخَلصوا على بعض ، مع حكومات لا تعرف كيف هي تفكر ، تمشي على البيض الخاص بها بكثير من الروية القاتلة ، في حين أن بيض الشعب تفحم وخرجت رائحته ، وأخيراً لا يصلوا إليهم إلا في أثناء احتراق البيضة الأخيرة فيلملموا أشلائها المتفحمة ، ويشجبوا ويُدينوا . وبكل تأكيد وببصمة العشرة من أصابع اليد النخبة المُسنة هي البطل في المشهد المصري العام فهي تلعب كل الأدوار في كل الأحوال وعلى كل الأصعدة ( ندّابين ، معددين ، مكلمنجين ، مصلحجيين ، مُحرضين...إلخ ) على مصطبة الإعلام المرئي والمقروء ، وشيل يا شعب ، وخُدي ديلك في سنانك يانخبة وأشتغلي ..لقد ألفت الآذان سماع المصائب المتراكمة على كاهل كل مواطن ، كما ألفت تماماً ضجيج تلك الجبهة التي ما بتصدق أي مصيبة تحدث لكي تطل بطلتها البهية على الشاشات وترغي كثيراً ولا تنسى ان تذكر " المجلس الرئاسي " . حقيقة لكَ الله يا شعب مصر بس من غير النخبة والحكومة والبلطجية والإعلاميين لأنهم هم السبب المباشر في أن نقول لكِ الله يامصر بشعبك ولابد أن نختم الآن ولكن قبل الخِتام أريد أن أوجه رسالة محروقة إلى هؤلاء الساسة أشباه تلك الحيوانات الظريفة التي ما إن تُشاهد موزاً في مكانٍ ما فتنقض عليه بكل همجية ، وغشومية غير مُراعية لأي أداب " وكل لبيب بالإشارة يفهم " الموز لا أقصد الكوارث لن تنتهي إلا بانتهاء الدنيا فخلي عندكم شوية لياقة وأنتم تلتهموا الحدث فبمجرد حدوثه نجدكم على السطح الإعلامي بكثير من الغوغائية الغير مُجدية ابداً سوى تصديع رؤس البشر القابع أمامكم ، وتوليع اكثر في المشتعل اصلاً. فالتكونوا على سطح المشهد ولكن.. بصمت قليلاً ، وبصدق كثيراً ، وبعمل كثيراً جدا جداً إلى ما لا نهاية ، وليس بالتوترة والمؤتمرات الصحفية ، واحمرار الوجه وتنطيط العروق من مكانها .. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]