، لتمنيت أن يتحرك العقلاء من الساسة العرب فورًا وليشكلوا بعثة مساعى حميدة للتوصل لوساطة بين الحكومة والمعارضة المصرية. لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت أن يطبق الساسة العرب الآية الكريمة (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ). لو كانت السياسة بالأمانى لتمنيت أن يعمل الإعلاميون والمغردون بالآية الكريمة "لاَّ خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا". لو كانت السياسة بالأمانى لتمنيت أن نتذكر جميعَا أن أكبر جالية سعودية مقيمة بشكل دائم فى العالم هى فى مصر، وأن اكبر جالية مصرية هى فى السعودية . لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت أن يتوقف العقلاء العرب عن مناصرة طرف مصرى ضد آخر، وليرسلوا رسالة غيورة: "إن مصر واستقرارها أكبر من المصريين". لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت أن يعلم الجميع أن من سيدفع ثمن الفوضى فى مصر هو المواطن المصرى المطحون والضعيف والمريض . لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت أن يعرف العرب أن هناك شامتين فى كل أركان الكرة الأرضية يضحكون على واقعنا. لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت أن يعى الكثير أن مصر هى قلب العرب النابض، والذى يجب حمايته. لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت أن يعى الكثير أن السعودية والعرب سيدفعون أيضًا ثمن ما سيحدث فى مصر سياسيًا واقتصاديًا. لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت أن تخرج مصر من حلقة (أنانية وتعجل المنتصرين ومن دكتاتورية المعارضة) أيضًا. لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت ممن يطالبون الرئيس محمد مرسى بالاستقالة أن يتذكروا أنهم لا يقبلون من أحد أن يتدخل فى شئونهم. لو كانت السياسة بالأمانى، لتمنيت أن يستفيد الرئيس محمد مرسى من التجربة التركية فى تدرجها وصبرها وواقعيتها وتغليبها الغايات على الوسائل . لو كانت السياسة بالأمانى، لأقنعت العرب أن الغربيين والشرقيين لا يفرقون بين العربى المصرى والعربى اليمنى أو العمانى أو المغربى ...كلهم عرب. لو كانت السياسة بالأمانى، لحاولت تذكير العرب أن أوروبا قامت على بكرة أبيها لدعم اقتصاد اليونان.. لم تشمت ولم تتفرج. لو كانت السياسة بالأمانى، لعرف العرب أن واقعهم (سوادن مقسم، وجرح فلسطينى يزداد تقرحًا بسبب سياسات المحتل من جهة و استمرار حالة الانقسام الفلسطيني). لو كانت السياسة بالأمانى، لأدرك العرب كيف تحول اللهيب العراقى إلى وضع دامٍ وصومال يفتك بها غول الفقر والإرهاب ويمن غير سعيد ولبنان تتضاءل سيادته وتتزايد انشقاقاته وسوريا تتدمر . لو كانت السياسة بالأمانى، لعرف العرب خطر الأهواء والمصالح الضيقة عليهم ولنبذوها حماية للمصالح العربية العليا. لو كانت السياسة بالأمانى، لعرف العرب أهمية منطقتهم وكيف أنها أكثر بقاع الأرض حيوية ففيها مهبط الوحى وملتقى الرسالات السماوية على اختلافها وإنها محجا لسائر المؤمنين بالله العلى العظيم. لو كانت السياسة بالأمانى، لآمن العرب بأهمية الحرية والاستقرار والبناء والإنجاز والتقدم العلمى ولقللوا من حالة الاعتماد المذل على الأجنبى واستهلاك إبداعاته ومبتكراته ومنجزاته. لو كانت السياسة بالأمانى، لأقتنع الشباب العربى أن الأمة العربية تملك كل المقومات والمسوغات لبناء نهضة علمية وعربية شاملة تعم مخرجاتها ليس فقط على المنطقة، وإنما على العالم أجمع. @abdulahalshamri