فى ظل أجواء الحرية غير المسئولة التى تعيشها الساحة المصرية بمختلف روافدها بعد ثورة 25 يناير، يظهر علينا بين الفينة والأخرى بعض من يسمى نفسه نشطاء وثوارا على مواقع التواصل الاجتماعى بنشر عبارات الكفر والإلحاد البين كرها فى الإخوان المسلمين. هؤلاء إلى الآن لم يعرفوا الفرق بين الإسلام والإسلاميين، حتى وإن عرفوا تجدهم يهاجمون الدين لحاجة فى نفوسهم المريضة، وانتقاما من خصومهم السياسيين، فيخلطون الأمور ويحورون القضايا، وباتوا على شفا جرف هار من السقوط المدوى. هذه الفئة انتقلت من مرحلة مهاجمة الإسلاميين بوصفهم خصومهم فى الميدان السياسى، إلى التقليل من شأن الإسلام ومكانته ومقداره لدى جموع الشعب المصرى المتدين بطبعه، ومحاولة إظهاره كأنه أفيون الشعوب كما قالها من قبل كبيرهم وولى فكرهم النتن. وبالرغم من هذه المراهقة العلمانية، إلا أن الأيام تثبت يوما بعد يوم أن الإسلام جاء رحمة للعالمين، ولكى يخرج البشرية من ضيق الدنيا إلى عدل الدنيا والآخرة، فقد نشرت بعض وسائل الإعلام العربية قبل أيام خبرا يثلج الصدور ويؤكد أننا على المحجة البيضاء حتى لو طال الطريق. الخبر مفاده قيام كلية القانون بأشهر الجامعات الأمريكية «هارفارد» مؤخرا بوضع الآية رقم 135 من سورة النساء على حائط المدخل الرئيس للكلية، واصفة إياها بأنها أعظم عبارات العدالة فى العالم والتاريخ. ونُقشت الآية الكريمة على الحائط المقابل للمدخل الرئيس للكلية، وهو حائط مخصص لأهم العبارات التى قيلت عن العدالة عبر الأزمان. والآية المعنية هى قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}. وكان أول من أشار إلى هذا الحدث المهم هو المبتعث السعودى إلى الولاياتالمتحدة «عبد الله الجمعة»، عندما انتبه إلى هذه الآية الكريمة المنقوشة على حائط كلية القانون، والتقط صورتها، وقام بنشرها على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر». فلو نظرنا لتفسير الآية الكريمة سنجد أن الله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين ويطلب منهم أن يحكموا بالعدل فى كل شىء، ولو كان ذلك العدل على أنفسهم فيجب ألا يكتموا الشهادة مهما حدث، وألا يفرقوا بين غنى وفقير فى تطبيق العدل على الجميع. كما أنه من الضرورى ألا يحملنا الهوى والتعصب على ترك العدل أو تزييف الشهادة بألسنتنا فنأتى بها على غير حقيقتها، أو نعرض عنها بترك أدائها أو بكتمانها، فالله سبحانه وتعالى يعلم دقائق أعمالنا، وسيجازينا بها. نحن إذًا أمام آيات ربانية تظهر كل يوم أمام كل من ينكر حقيقة شمولية الإسلام وإعجازه، خاصة من بنى جلدتنا ممن لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، نقول لهم أنتم أول من سيصطلى بنار عبثكم ومراهقتكم.. فهل من مدكر؟!