أشتهر معتقل جوانتانموا الأمريكي في الجزر الكوبية برمزيته على الطغيان والاضطهاد والممارسات اللاإنسانية وهي صفات رمزية لا تخلو منها مجتمعات العربية بنسب مختلفة في أماكن شتى وحوادث القاهرة الثلاث التي وقعت في الأزهر وميدان عبد المنعم رياض والسيدة عائشة خرج المنفذون جميعا من مدينة واحدة ألا وهي شبرا الخيمة فلماذا خرجوا جميعاً بهذا الكبت من شبرا الخيمة الإجابة على ذلك التساؤل هي طريق المعرفة الوحيد لعنف تلك الأحداث وبادية نلقي الضوء على تلك المدينة المنسية وهي إشارة ضوئية أيضا إلى القيادات السياسية المحبة لمصر وإلى جميع المثقفين المهتمين بوطننا الحبيب فمدينة شبرا الخيمة مدينة كانت صناعية أهم صناعتها الغزل والنسيج الذي انسحبت صناعته ببيع مصنع اسكو الشهير في شبرا الخيمة لمصلحة مصانع الغزل الاستثمارية الجديدة في العاشر من رمضان ولصالح الكويز بالطبع غير ذلك مدينة شبرا الخيمة عمالية ومزدحمة السكان وتفتقر إلى الاهتمام السياسي والاجتماعي والاقتصادي ووضع الكثير من سكانها المادي يقف عند خط الفقر الاستوائي الساخن بارتفاع الأسعار المتزايد والدولة تبسط نفوذها في شبرا الخيمة عن طريق الأمن فقط بشقية الجنائي والسياسي أما الجنائي فحدث ولا حرج عن الكم الهائل من الجرائم المتنوعة لكن الأسلوب الأمني المتبع في قسمي الشرطة أول وثاني ينبغي التوقف عنده وحث جميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان الذهاب إلى هناك أو متابعة ورصد ما يحدث من انتهاكات للقانون أما الأمن السياسي وهو مربط الفرس في تحليلنا فحدث ولا حرج فشبرا الخيمة لم تعرف في تاريخها الحديث الاشتراك في أحداث عنف إلا في حادثتين الأولى هو ما سمي وقتها في عام 1944 قضية الاغتيالات وكان الاتهام يتلخص في محاولة اغتيال صول في مباحث أمن الدولة يسمى عبد الكريم وفي ملف القضية كان المتهمون يطلقون علية عدو الكريم لأنه كان يتعرض لهم ظلماً ويستوقفهم في الطرقات والشوارع ويقوم بإدارة التعذيب ضدهم في مقر المباحث ظلماً وبدون أي سند قانوني وكان يستوقف نسائهم في الشوارع ويثير في قلوبهم الرعب ومعهم أطفالهم الرضع أو الصغار العائدين من المدارس فأشاع في شبرا الخيمة جوا من الرعب بالنسبة لكل متدين يدخل المسجد لابد أن يشرف لدى أمن الدولة حتى لو لم يكن له أي نشاط وأصبح هذا عرفاً سائداً في شبر ا الخيمة حتى يومنا هذا ولم ينتبه أحد وقتها النظر في هذه القضية إلى الأسباب الكثيرة وأعتقل الكثير من شباب المدينة وأصبحوا رهن الاعتقال منذ فترة طويلة وكل يوم يوجد معتقل جديد من شبرا الخيمة وأذكر قصة وقعت منذ سنوات في التسعينات تعرضت لها بحكم عملي في المحاماة ألا وهي أن امرأة من شبرا الخيمة كان زوجها معتقلا وتعرضت لظروف معيشية صعبة فعرضت بيع الغسالة التي تملكها كي توفر نفقات المعيشة لها ولأولادها فأخبرت امرأة صديقة التي أخبرت زوجها بالعرض وبالتالي هو أبلغ كل من يعرفه لمن يريد شراء الثلاجة فلما وجد مشتري وذهب إلى بيت المرأة لشراء الثلاجة وجد مباحث أمن الدولة في انتظاره وهو دليل على همتهم ووعيهم فقبضوا عليه وعلى كل من ابلغه بمشروع الثلاجة لقلب نظام الحكم . الشاهد أن ذلك كان الأسلوب والأمثلة كثيرة لا تحصى وبالنظر إلى ما حدث أخيراً نجد أن أيهاب يسري وجد أنه مطلوب بمجرد أنه تدين وكذلك كل من وردت أسمائهم فاختفى البعض وظلت المطاردة ويبدوا مما حدث أنهم اتفقوا على عمل من أعمال العنف فوقعت حادثة الأزهر وأعلنت الحكومة عن الخلية التي قامت بالحادثة ولكن الأمر على الأرض في شبرا الخيمة كان أبشع بالقبض على المئات وإيداعهم مقرات المباحث وبالطبع الأكل ليس من عند كنتاكي والمعاملة الفايف ستارز يرها المعتقل في عز الظهر وشمل الاعتقال ممن له علاقة بالتدين وممن ليس له علاقة وأجتمع الآباء والأمهات في مقرات المباحث ولي صديق محامي حكى لي أنه ذهب عقب الحادثة لمحكمة شبرا الخيمة لتوقيع أوراق قانونية من رئيس قلم بالمحكمة فوجده معتقلاً هو وأبنه وهكذا نجد أن يسري لم يكن أسمه في الخلية التي أعلن عنها بوسائل الإعلام ولكنه مطارد والقبض لا رحمة فيه ولا خروج من المعتقلات والتعذيب سياسة باعتراف المجلس القومي لحقوق الإنسان المشكل بمعرفة الحكومة وإذا تمت محاكمته أمام محكمة طوارئ لا نقض فيها أو محكمة عسكرية والحكم معلوم يا ولدي فكانت تلك النهاية المأساوية والعمل اليأس الذي صدره لشقيقه وزوجته وأخيراً ليس ما قدمته تبريراً لفعل مدان بكل الطرق ولكن إشارة ونداء استغاثة أنه لابد من احترام حقوق الإنسان وحقه في العدل وحقه في الآمان أنها صرخة لحتمية احترام آدمية الإنسان وألا فاليأس والعنف وأرجوكم راجعوا ما يحدث في شبرا من فقر واستبداد