أتفق مع ما جاء فى مقال الدكتور عبد العزيز أبو مندور الذى نشر فى "المصريون" يوم الجمعة 18 يناير 2013 تحت عنوان "كتالة وإبراشية دريم" فى أن "فكرة تقسيم البلاد العربية" قائمة، و"الأمر ليس مزحة وليس كذبة"، بل وأوثق ما قاله من ما نشرته مجلة كيفونيم التى تصدرها "المنظمة الصهيونية العالمية" فى القدس فى عددها الرابع عشر الصادر فى فبراير عام 1982 فى الصفحات من 49 إلى 59 بالآتى: "لقد غدت مصر باعتبارها كياناً رمزيًا مجرد جثة هامدة، لاسيما إذا أخذنا فى الاعتبار المواجهات التى تزداد حدة بين المسلمين والمسيحيين، وينبغى أن يكون تقسيم مصر إلى دويلات منفصلة جغرافيًا هو هدفنا السياسى على الجبهة الغربية خلال سنوات التسعينيات، وبمجرد أن تتفكك أوصال مصر وتتلاشى سلطتها المركزية، فسوف تتفكك بالمثل ليبيا والسودان وغيرها من البلدان الأبعد، ومن ثم فإن تشكيل دولة قبطية فى صعيد مصر بالإضافة إلى كيانات إقليمية أصغر وأقل أهمية من شأنه أن يفتح الباب لتطور تاريخى لا مناص من تحقيقه على المدى البعيد، وإن كانت معاهدة السلام قد أعاقته فى الوقت الراهن. وعلى الرغم مما يبدو فى الظاهر فإن المشكلات فى الجبهة الغربية أقل من مثيلاتها فى الجبهة الشرقية. وتعد تجزئة لبنان إلى خمس دويلات بمثابة نموذج لما سيحدث فى العالم العربى بأسره. وينبغى أن يكون تقسيم كل من العراق وسوريا إلى مناطق منفصلة على أساس عرقى أو دينى أحد الأهداف الأساسية لإسرائيل على المدى البعيد، والخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف هو تحطيم القدرة العسكرية لهذين البلدين. فالبناء العرقى لسوريا يجعلها عرضة للتفكك مما قد يؤدى إلى قيام دولة شيعية على طول الساحل، ودولة سنية فى منطقة حلب وأخرى فى دمشق، بالإضافة إلى كيان درزى قد ينشأ فى الجولان الخاضعة لنا، وقد يطمح هو الآخر إلى تشكيل دولة خاصة، ولن يكون ذلك على أى حال إلا إذا انضمت إليه منطقتا حوران وشمالى الأردن، ويمكن لمثل هذه الدولة أن تكون ضمانة للسلام والأمن فى المنطقة، وتحقيق هذا الأمر فى متناول يدنا. أما العراق، ذلك البلد الغنى بموارده النفطية، والذى تتنازعه الصراعات الداخلية، فهو يقع على خط المواجهة مع إسرائيل، ويعد تفكيكه أمرًا مهمًا بالنسبة إلى إسرائيل، بل إنه أكثر أهمية من تفكيك سوريا، لأن العراق يمثل على المدى القريب أخطر تهديد لإسرائيل. [مجلة كيفونيم القدس العدد 14 فبراير 1982 (49 59 )]. والخطة التى بشر بها أحبار الماسون وحكماء صهيون فى موسوعاتهم ودراساتهم ومؤتمراتهم.. وتخص "خطة المهندس الأقدس" مصر بالنصيب الأوفى من رجس الخراب.. يقولون "إن مصر التى يذوب قلبها داخلها، يقتل المصريون بعضهم بعضًا، ويدور القتال من مدينة إلى مدينة، بعد الفتنة سيزرعها ملك إسرائيل.. وتنشف المياه فى البحر، ويجف النهر وتنتن مياهه، وتتبدد المزارع، حتى السواقى تجف، وتصبح مصر كالنساء فترتعد خوفاً وفزعًا، ويصبح فى داخلها خمسة أقاليم تتكلم العبرية، وتتلاطم مياه الغرق على أرضها، ويأكل السيف ويشبع، ويرتوى من دم المصريين، وتسبى العذارى المصريات، وقد ملأ الأرض صراخهن، ويسحبن أسيرات فى خزى عالمى إلى أرض إسرائيل فى جلعاد". لقد وعد أعداء الإنسانية مصر بأن تكون "عكاز قصب لبيت إسرائيل يكسرونه ويدوسون عليه"، مصر التى أنذروها فى "البشارة الماسونية": "بألا تمر فيها رِجل إنسان ولا رِجل بهيمة، ويُشتت المصريون بين الأمم، ويبددون فى الأرض، وتؤخذ ثروتها، وتهدم أسسها، وينحط كبرياء عزتها، وتضرم النار فيها، وتتحول الأعياد نوحًا، والأغانى مراثى، وفى كل بيت مناحة كمناحة الوحيد". نعم.. إنهم يتربصون بنا، ويوسوسون لنا، ويضمرون لنا الشر والدمار كما جاء فى أقوالهم التى تؤيدها أفعالهم، فبعد أن سرقوا أرضنا، وقتلوا أبناءنا، ودمروا مدننا، وانتهكوا حرماتنا، واعتدوا على مقدساتنا، ومنعونا من الصلاة فى مسجدنا الأقصى، يقولون إنهم يريدون من مجتمعاتنا أن ترتقى لتصل إلى مستوى حضارتهم! وحضارتهم هى حضارة الخراب والفساد الأخلاقى المطلق بلا ضوابط ولا حياء.. والمسلمون ليسوا فى حاجة إلى من يعلمهم الحضارة، فقد سادوا البشرية وعلموها أرقى الحضارات منذ ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة الأوثان إلى عبادة الله الواحد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة. ويبقى أن ننتبه إلى ما نقول ونفعل، حتى لا نكون أداة لتنفيذ المخطط الصهيونى. يقول الأستاذ نور الجندى فى كتابه "المخططات التلمودية اليهودية الصهيونية دار الاعتصام": "لم ينجح اليهود فى غزو العالم العربى وتحريك القوى العالمية فى اتجاه مصالحهم اعتباطاً أو صدفة.. وإنما كان ذلك عن تخطيط مدروس، وأساليب غاية فى الخبث والدهاء والشمول.. واليهود لا يسعون إلى السيطرة على العالم الإسلامى وحسب، وإنما السيطرة على العالم كله.. وهم يجندون قوى منظورة وغير منظورة فى كل موقع فى العالم لتحقيق هذه الغاية.. فثمة ماسونية رمزية تدخل فيها أندية الروتارى وغيرها من الأنشطة المنتشرة فى مصر والعالم العربى والإسلامى.. وهناك ماسونية ملوكية، وثالثة كونية لا يدخلها إلا قادة العمل الصهيونى.. وتحت كل واحدة من هذه الماسونيات عشرات الأنشطة ومئات القنوات والإذاعات والصحف، وآلاف المرتزقة فى كل بلدان العالم العربى والإسلامى.. وغيرهما.. وعلى هؤلاء أن يعملوا جاهدين على تدمير الإنسان، وهدم الأديان، وتزييف التاريخ، وفرض المادية على الفكر البشرى، وترويج الانحلال والتجسس الفكرى لحساب الصهيونية العالمية.." أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]