في شهر شوال من العام الثالث الهجري ، وعلى الرغم من هزيمة الجيش المسلم في معركة أُحد إلا أن المولى سبحانه وتعالى قد أعمى بصيرة قادة الجيش الكافر فاكتفوا بالانتقام لخسائرهم في بدر وعادوا من حيث جاءوا، ولو تحركوا صوب المدينة لقضوا على المجتمع المسلم الوليد ، ومن هنا يمكننا القول أن دعم السماء للجيش المسلم جاء بصورةٍ غير مباشرة عكس الدعم في معركة بدر - قال تعالى "إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ" الأنفال 42 . وهناك العديد والكثير من المواضع التى انتصر فيها فريق الحق على فريق الباطل ، تارة بتفوق من فريق الحق - بفضل من الله ، وتارة أخرى لإخفاق فريق الباطل - بإذن من الله. وبإلقاء الضوء على الأحداث التى شملتها ذكرى ثورة يناير يتضح للجميع أن هناك فريقان.. الفريق الأول مثمثلاً فى بعض التكتلات والتجمعات (ولا أقول القوى) ، التى استغلت وانتهزت ذكرى ثورة يناير من أجل التعبير عن مطالبهم بصور مختلفة الأساليب إلا أنها جميعا تندرج تحت بند (الفوضى) ، منهم من أشعل النيران فى الممتلكات العامة والخاصة واستخدم الأسلحة المختلفة ضد من يقومون بحماية تلك الممتلكات والمنشاّت ، ومنهم من جمع قواه وسخر إمكانياته من أجل بث ونشر الفتنة مستغلا وسائل إعلام تدعم مطالبهم وتعمل وفق نفس المنهجية (الفوضى) .. وذلك بدلاّ من استثمارهم لتلك الذكرى للفوز بمصداقية وتأييد العامة من الشعب ، فى وقت هم بحاجة للدعم والتأييد على الأقل فى الإنتخابات البرلمانية القادمة .. فى الوقت نفسه قامت القوى المحسوبة على النظام الحاكم متمثلة فى جماعة الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة .. قاموا بتدشين حملة موسعة تحت مسمى (معاً نبنى مصر) ، متضمنة حملات نظافة وقوافل علاجية وحرفية فى انحاء مصر .. على الرغم من تعرض مقارهم للإعتداء والحرق ، مجددين بذلك عهدهم مع جموع الشعب المصرى ، ومؤكدين على الحرص والسعى وراء المصلحة العامة .. الفريق الأول نصب نفسه متحدثاً باسم الشعب فى المطالبة باسقاط النظام والغاء الدستور ، وكلاهما جاء بكلمة من الشعب سواء عن طريق الإنتخاب أو الاستفتاء .. يريدون محو كلمة الشعب باسم الشعب .. والفريق الثانى اختاره أغلبية الشعب ليكون ممثلاً عنهم فى المجالس النيابية واختار منهم رئيساً للبلاد ، ومازال يؤيدهم ويدعمهم طالما لم يكن هناك بديلاً أو على الأقل منافساً حقيقياً على أرض الواقع .. الفريق الأول يزداد فى الاضمحلال فى الوقت الذى يزداد فيه الفريق الثانى فى النمو .. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]