المتظاهرون يرشقون الشرطة بزجاجات المولوتوف والحجارة ويسفتزونهم بإشارات بذيئة.. والأمن يرد بقنابل الغاز تواصلت الاشتباكات بين قوات الأمن المركزى ومتظاهرى التحرير لليوم الثالث على التوالي في محيط ميدان التحرير ووزارة الداخلية، وذلك للمطالبة بإسقاط الدستور وإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وحل مجلس الشورى. وانتقلت الاشتباكات فى الساعات الأولى من صباح الأحد إلى كوبرى قصر النيل بعد اشتباكات استمرت أكثر من خمس ساعات على كورنيش النيل وفى محيط مجلس الشورى والسفارة الأمريكية. واحتشد المئات من المتظاهرين على كوبرى قصر النيل وأمام جامعة الدول العربية لمواجهة قوات الأمن، حيث أطلقوا زجاجات المولوتوف والحجارة وأعيرة نارية تشبه الخرطوش تسمى ب"الكباس"، ما تسبب في إصابة أفراد الأمن بجروح بالغة، ما جعلها ترد عليه بإطلاق عشرات القنابل المسيلة للدموع لمحاولة تفريقهم. ووصلت قنابل الغاز إلى قلب ميدان التحرير ما تسبب في هروب المتظاهرين من الميدان والتفرق في الشوارع الجانبية بعد تعرضهم للاختناق بسبب الدخان الكثيف الذي غطى ميدان التحرير وتسبب في اختناق البعض. وانضم إلى المتظاهرين عشرات الصبية وأطفال الشوارع وعدد من الفتيات اللاتى تقدمن صفوف المتظاهرين لمواجهة الأمن ورشقهم بالحجارة، ووصل الأمر إلى قيام بعض المتظاهرين بخلع ملابسهم والوقوف أمام الأمن بالملابس الداخلية والتلويح لهم بإشارات بذيئة لاستفزازهم. ولم يتوقف الأمر على المتظاهرين من الشباب بل إن الفتيات اللاتى وقفن في صفوف المتظاهرين أخذن في عمل إشارات بذيئة للأمن، ما تسبب في تضامن العشرات من المواطنين مع قوات الأمن المركزي أثناء الاشتباكات على كوبرى قصر النيل، وقاموا بإلقاء الحجارة على متظاهري التحرير متصدرين المشهد للقيام بحماية قوات الأمن التي تراجعت بعد تصدي المواطنين للمتظاهرين غير السلميين. على الجانب الآخر، اتهم المتظاهرون الأفراد الذين يرشقونهم بالحجارة فى صفوف قوات الأمن بأنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان، بينما اعتبرهم البعض مأجورين لمساندة قوات الأمن. ونتيجة تصاعد حدة الاشتباكات، تم إغلاق كوبرى قصر النيل بعد اشتداد حدة الاشتباكات أعلى الكوبرى، وكذلك تم إغلاق النفق الموجود أسفل كوبرى قصر النيل بشارع الكورنيش. وأسفرت الاشتباكات عن وقوع عشرات الإصابات من الجانبين، وتم إسعاف إصابات المتظاهرين بالمستشفى الميدانى بأول شارع طلعت حرب والتي كان معظمها اختناقات وإصابات سطحية نتيجة التراشق بالحجارة، فيما تمركزت 7 سيارات إسعاف فى أول طلعت حرب لتقديم الخدمات الطبية العاجلة للمصابين. فيما ساد الهدوء الحذر شوارع عمر مكرم وقصر العينى ويوسف الجندى وميدان التحرير بعد ليلة من الاشتباكات الدامية. وكثفت قوات الأمن والشرطة من تواجدها فى محيط مجلسى الشورى والوزراء صباح الأحد، وعززت من تواجدها فى محيط السفارة الأمريكية التى تحولت إلى ما يشبه ثكنة عسكرية، حيث تواجد عشرات السيارات التابعة للأمن المركزى والسيارات المصفحة تحسبًا لمحاولة اقتحام السفارة أو الاشتباك مع قوات الأمن المكلفة بحمايتها، وذلك عقب اندلاع اشتباكات لأكثر من خمس ساعات من مساء السبت. كما تواجد المئات من أفراد الأمن المركزي والمباحث في محيط وزارة الداخلية، حيث عززت قوات الأمن من تواجدها على جميع مداخل الوزارة وخلف الجدران الخرسانية المؤدية إليها تحسبًا لتجدد الاشتباكات مرة أخرى بعد أن توقفها صباح الأحد بعد يومين من المواجهات الدامية.