أسفرت المواجهات الدامية بين المئات من المتظاهرين وقوات الأمن المركزى بشارع محمد محمود ومحيط ميدان التحرير، عن إصابة العشرات بحالات اختناق نتيجة استنشاق الغاز، بينما تحدث شهود عيان عن سقوط قتيل، برصاص خرطوش فى رأسه، وهو ما لم تؤكده مصادر مستقلة. يأتى ذلك فيما عادت الاشتباكات بين الجانبين، وزادت سخونتها باتجاه شارع قصر العينى، الذى شهد مواجهات دامية بين الطرفين، والتى استخدم فيها المتظاهرون قنابل المولوتوف والحجارة وردت عليهم قوات الأمن بإطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع.
وقال شهود عيان إن أحد المتظاهرين لقى مصرعه صباح أمس، بعد إصابته برصاص خرطوش فى الرأس من قبل الأمن، بالقرب من وزارة الداخلية، كما أصيب العشرات من المتظاهرين بإصابات بالغة وجروح قطعية بمناطق متفرقة من الجسم وبالرأس نتيجة تبادل الحجارة مع قوات الأمن خلال المواجهات.
وقال مصدر أمنى بوزارة الداخلية، فضل عدم ذكر اسمه، إن أعدادا كبيرة من جنود الأمن المركزى تعرضت لإصابات بالغة وجروح قطعية بالرأس وأماكن مختلفة من الجسم نتيجة الحجارة التى ألقاها المتظاهرون عليهم، مضيفا أن وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين طالب من قيادات الأمن بضبط النفس فى التعامل مع المتظاهرين والاكتفاء بحماية وتأمين مقر الوزارة والمنشآت الحيوية والمؤسسات الحكومية القريبة منها وعدم الاعتداء على المتظاهرين.
وقام العشرات من المتظاهرين ظهر أمس، بقطع شارع قصر العينى باستخدام حواجز حديدية لأكثر من نصف الساعة كما أغلقوا ميدان التحرير بالمتاريس الحديدية من ناحية مدخل كوبرى قصر النيل لما يقرب من ساعة، مما أدى إلى شلل مرورى بميدان التحرير والمناطق المحيطة به نتيجة قطع الشوارع.
وعقب صلاة الظهر توافد المئات من المتظاهرين، أغلبهم صبية، إلى شارع محمد محمود وميدان التحرير ومحيط وزارة الداخلية بعد توقف الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، وبعد انسحاب الأمن من محيط ميدان التحرير وشارع قصر العينى إلى محيط وزارة الداخلية ومجلس الشورى.
وقام الصبية، الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما برشق قوات الأمن بشارع يوسف الجندى المتفرع من شارع محمد محمود والمؤدى إلى مقر وزارة الداخلية، بالحجارة بعد أن اعتلوا الجدار الخرسانى فى الشارع، وقاموا باستخدام المتاريس الحديدية للاختباء خلفها ورشق الأمن بالحجارة من ورائها.
وانتشرت رائحة قنابل الغاز المسيل للدموع التى أطلقتها قوات الأمن خلال الاشتباكات، بكثافة، جميع أرجاء ميدان التحرير ومحيط وزارة الداخلية، وشارع قصر العينى، وقامت الهيئة العامة للنظافة والتجميل التابعة لمحافظة القاهرة بإزالة مخلفات وبقايا الاشتباكات الدامية بين الأمن والمتظاهرين، من الأخشاب المحترقة والحجارة وبقايا قنابل المولوتوف خاصة أمام بنك الائتمان الزراعى ومجلس الشورى والمجمع العلمى بشارع قصر العينى.
من جهتها، كثفت قوات الأمن المركزى والشرطة من تواجدها بمحيط وزارة الداخلية حيث تواجدت عدة تشكيلات أمنية أمام مقر الوزارة وبالشوارع المحيطة بها كما قامت قوات الجيش بتأمين مقر الوزارة باستخدام أربع مدرعات تابعة للجيش وذلك فى محاولة لتأمين الوزارة خوفا من اقتحام المتظاهرين لها.
وسيطرت حالة من الغضب الشديد لدى سكان أهالى منطقة التحرير وعابدين بسبب الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، وأعرب الأهالى عن استيائهم لما يحدث بمحيط التحرير، مطالبين مؤسسة الرئاسة والحكومة والقوى الثورية والسياسية بسرعة التدخل لوقف المواجهات بين الأمن والمتظاهرين.
وعبر كثير من سكان المنطقة المحيطة بالاشتباكات عن غضبهم، وطالبوا الرئيس بالتدخل لوقفها.
هذا فى الوقت الذى نظم فيه العشرات من المتظاهرين مسيرة انطلقت من ميدان التحرير، إلى شارع محمد محمود للمطالبة بالقصاص لشهداء الثورة وشهداء محمد محمود، متوعدين بالرد القاسى على قوات الأمن يوم الجمعة المقبلة بسبب إصابة العشرات من المتظاهرين خلال المواجهات التى اندلعت مساء أمس الأول.
وفى تمام الساعة الواحدة ظهرا، عاود المتظاهرون الهجوم على قوات الأمن باستخدام الحجارة من شارع الشيخ ريحان وقاموا بترديد هتافات معادية ضد وزارة الداخلية وضباط الأمن المركزى كان من بينها، «الداخلية بلطجية»، كما عاودوا غلق شارع قصر العينى من جديد، وتجمهر العشرات منهم أمام مبنى المجمع العلمى ومنعوا السيارات من المرور.
الإخوان وحزبها: ما يحدث فى محمد محمود «فوضى مخططة»
النيابة تعاين محيط وزارة الداخلية
لما كانت الليلة الأولى فى شارع محمد محمود .. تحول الغضب لسخرية من «الحزب الحاكم»