أرجع وزير الخارجية السوداني علي كرتي عدم حدوث تقدم في المفاوضات مع جنوب السودان لحل جميع المسائل التي مازالت عالقة بين البلدين، إلى تراجع حكومة جنوب السودان عن الاتفاقات السابقة التي تم التوصل إليها بسبب ضغوط تمارس عليها. وقال كرتي في تصريحات صحفية على هامش مشاركته في اجتماع المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا - "إن العقبة الأساسية بين الجانبين هي حالات التراجع التي تعتري جنوب السودان بسبب بعض الضغوط التي تمارس عليه من قبل بعض الأطراف التي لم تكن سعيدة بما تم الاتفاق عليه بين البلدين". وأعرب عن أمله في أن يأتي رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت هذه المرة إلى القمة المتوقعة بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير بأديس أبابا غدا وهو أكثر إلتزاما بما وقعه بنفسه في 27 سبتمبر الماضي مع البشير، وبما تم الاتفاق عليه يومي 4 و5 يناير الجاري بأديس أبابا، مؤكدا أن السودان لا يطالب بأكثر من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وأضاف أن الأطر الزمنية التي سبق الاتفاق عليها بين الجانبين لتنفيذ اتفاقات 27 سبتمبر خرجت جميعا من أطر التوقيتات التي وضعت لها.. والآن يمكن أن نعود ونتفق مرة أخرى على بداية التنفيذ مباشرة بلا عودة إلى تلك الأطر. وحول المسائل الخلافية التي انتهت جولة التفاوض بين الجانبين يوم السبت الماضي فى أديس أبابا دون التوصل إلى اتفاق بشأنها، قال وزير الخارجية السوداني على كرتي "ليست هناك مسائل خلافية الآن.. بل هناك حالات تراجع من قبل جنوب السودان". وأضاف "على سبيل المثال تم الاتفاق على إقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح بين البلدين ولكن جنوب السودان لا يريد توسعتها بحيث تشمل منطقة أساسية لنا، وتحدث من خلالها اختراقات ضدنا.. فهناك متمردون يدخلون علينا في السودان من هذه المنطقة، وإذا لم يوافق الجنوب على إدخال مثل هذه المناطق في المنطقة المنزوعة السلاح، فإننا لن نتمكن من تنفيذ الاتفاقات الأمنية.. وهذا مثال فقط". وفي رده على سؤال حول مدى تطبيق حكومة جنوب السودان لاتفاق فك الارتباط بينها وبين قطاع الشمال من الجبهة الشعبية لتحرير السودان، قال كرتي "حتى الآن لا توجد خطوات ملموسة، ونأمل فى أن يكون جنوب السودان جادا هذه المرة في تقديم إلتزامات واضحة ومؤكدة على فك ارتباطه بالحركات المتمردة بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق السودانيتين". يشار إلى أنه من المتوقع أن يعقد لقاء قمة بين الرئيسين البشير وسلفاكير بأديس أبابا غدا الجمعة على هامش اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي، وذلك قبل يومين من انعقاد قمة الاتحاد الأفريقي الأحد المقبل.