أعرب التيار الشعبى المصرى عن بالغ دهشته من التصريحات الإعلامية التى أدلى بها أمس حازم أبو إسماعيل فى أحد لقاءاته التليفزيونية حول مسئولية التيار منذ نشأته عن أحداث الحرائق والعنف والتخريب فى البلاد، وهو أمر مستغرب من حازم أبو إسماعيل بالذات، الذى قاد أنصاره أثناء الاحتجاجات الشعبية الأخيرة ضد الإعلان الدستورى الأخير وتمرير مشروع دستور الإخوان، والكثير من محاولات العنف سواء ضد متظاهرين ومعتصمين أو ضد مقرات أحزاب وقوى سياسية كان من بينها التيار الشعبى ذاته الذى فوجئنا بحصار مقره من جانب من يسمون أنفسهم حركة حازمون. وأشار التيار فى بيان له إلى أن حازم أبو إسماعيل، الذى يدين دعوة التيار الشعبى وقوى سياسية وثورية للتظاهر والاحتجاج، بدعوى أن هذا يتسبب فى سقوط دماء وإشعال العنف، رغم أن التظاهر السلمى أحد الحقوق الأصيلة للشعب المصرى وأحد المكاسب التى انتزعها بثورته العظيمة فى 25 يناير، لكن المفارقة هنا أن أبو إسماعيل نفسه هو مَن دعا فى مرات متكررة لمظاهرات واعتصامات فى مرحلة سابقة، نتذكر منها مثلا أحداث العباسية، والتى وقعت فيها أيضا اشتباكات وأحداث عنف. واتهم التيار حازم أبو إسماعيل بأنه يختفى عن الأنظار ووسائل الإعلام تاركًا من استجابوا لدعواته وحدهم دون أى مساندة أو موقف منه، بينما كانت القوى السياسية والثورية التى ينتقدها اليوم أول مَن يساند ويتضامن ويقف إلى جوار المتظاهرين والمعتصمين. وأكد مجددًا تمسك التيار الشعبى المصرى فى منهجه وحركته بالسلمية سواء فى التظاهر أو الاعتصام أو غيره من أساليب العمل الوطنى والثورى والجماهيرى، وأن التيار الذى نشأ فى لحظة تاريخية من تاريخ الوطن ليقدم بديلاً ثورياً عن خيارين مريرين فرضا على الشعب المصرى فى لحظة معينة، لم يتورط أبدًا فى أى أعمال عنف ولم يبادر إليها أبدا. وأشار إلى أن محاولة حازم أبو إسماعيل أو غيره لتشويه صورة التيار بلصق تهم العنف والتخريب والحرق به هى فى حقيقتها محاولة بائسة لم تنجح من قبل ولن تنجح أبدًا، كما أن أبو إسماعيل وأنصاره فشلوا فى تشويه صورة التيار الشعبي. وقال إن أبو إسماعيل لم يستفد من تجربة الرئيس مرسى وجماعة الإخوان فى معركة الإعلان الدستورى عندما حاولوا تشويه صورة التيار ورموزه وشبابه وقوى سياسية أخرى باتهامهم بتدبير مؤامرات ومحاولة تخريب وحرق البلد وأنهم مسئولون عما وقع من أحداث عنف، ثم ثبت من خلال ما جرى فى التحقيقات عكس ذلك، ولم يدان التيار أو عضو واحد به بأى تهمة حتى يومنا هذا رغم كل ما جرى من محاولات تلفيق. ووجه رسالة إلى أبو إسماعيل، وإلى كل مَن ينتهج نهجه فى محاولات فاشلة لتشويهنا أن يحاولوا ولو قليلا - إذا كانوا يريدون أن يكون لهم دور سياسى ووطنى حقيقى - الاتساق مع ما يدعونه من انتماء للدين الإسلامى الحنيف والدفاع عن قيمه ومبادئه، وأن يدركوا أن الكذب حرام، وأن رمينا باتهامات باطلة لا دليل واحد عليها حرام. واختتم الحزب بيانه بأن الشعب المصرى قادر على الفرز بوضوح، ويعرف من يتسق تاريخهم ومواقفهم مع أفعالهم، ومن يكذبون عليهم مرارًا، ومن يتهربون ويتلونون وقت المواقف الجادة والحاسمة, وأن يعلموا بوضوح أن الثورة مستمرة، وأنها قادرة على الانتصار وإكمال أهدافها، وأنها ستحاسب كل من أخطأوا فى حقها أو تآمروا ضدها أو حاولوا إجهاضها بالانحياز لغيرها.