تمر مصر بمرحلة هدوء ما بعد العاصفة بعد المعركة الضارية التي تمت بين العلمانيين والإسلاميين حول مشروع الدستور الذي وافق عليه المصريون بما يقارب الثلثين. صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر صباح اليوم الأحد، علقت بالقول أن الليبراليين في مصر يخشون من أسلمة الدولة المصرية بعد إقرار مشروع الدستور في ديسمبر الماضي والذي يقضي في إحدى مواده بتطهير ما يقرب من نصف القضاة في المحكمة الدستورية العليا. وأضافت الصحيفة في تقريرها المطول، أن تخوفات الليبراليين ربما تكون سابقة لأوانها، على أقل تقدير، لأن المحكمة نفسها، في الأسبوع الماضي كانت واضحة في جلستها الافتتاحية، وسرحت القضاة بموجب الدستور الجديد. بموازاة ذلك رأت الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت أن رئيس المحكمة المستشار ماهر البحيري شعر بازدراء من جانب أحد محامي جماعة الإخوان المسلمين والذي حاول، الاعتداد ب "تسريح" 7 من 18 قاض بالمحكمة. وقالت الصحيفة أن ماهر البحيرى أعلن بالفعل أن المحكمة، ينظر إليها على أنها عدو للإسلاميين، مؤكدا: "لا يمكن أبدا أن ننسى أن الإخوان قادوا احتجاجات ضدنا خلال المناقشات الدستورية". وتابعت أنه في العامين الماضيين منذ الإطاحة بحسني مبارك، وصعود مرسي والإسلاميين من صف المعارضة السياسية إلى الحكم وفازوا في الجولات الانتخابية المتلاحقة فقد تراكمت السلطة السياسية لديهم بشكل لا مثيل له.