هناك تطور مهم في الحركة الوطنية حيث وجدنا الشباب الذين أطلقوا علي أنفسهم شباب الحركة المصرية من أجل التغيير ، يقومون بالتظاهر أمام مقام السيدة زينب بوسط القاهرة وهم يرفعون المقشات وبعض الصناديق التي كتب عليها مدد ياست وطالبوا بإقالة وزير الداخلية المصري ، وكانت التظاهرة استجابة لدعوة من الإنترنت للتظاهرة للمطالبة بحقهم في الأمان بوطنهم وبحقهم في الحفاظ علي كرامتهم من أن تمس أو تخدش كما حدث يوم التزوير العظيم في 25 مايو ، وهنا نجد تحولا مهما الشباب الغاضبون يحاولون تطوير مايمكن أن نطلق عليه رموزا للغضب ، فكانت فكرة الكنس مهمة جدا ، فنحن نريد كنس هؤلاء الذين شاخوا وتخشبوا علي كراسي السلطة حتي كأنهم موتي لا يشعرون بما يجري حولهم ، ويبدو أنهم سيتمسكون بالكراسي حتي تخر من تحت مقاعدهم وقد ناءت بهم واشتاقت هي الأخري لأن يأتي بشر جدد ، فيبدو لي أن كراسي السلطة ذاتها ضجرت وتقززت وتبرمت . فكرة المكانس مهمة ، وفكرة التجمع عند السيدة زينب شئ مهم ، وفكرة استلهام كنس السيدة علي الظالمين والطواغيت مهمة ، ففي عدد من الدراسات المهمة التي طالعتها منذ وقت طويل لمؤسس علم الاجتماع في مصر الدكتور سيد عويس كتب عن أشكال الاحتجاج عند المصريين فكان منها اللجوء إلي الإمام الشافعي ومقامات الأوليا للشكوي لهم من ظلم العباد وطغيانهم في البلاد وكانت الرسائل مؤثرة جدا ، فالدلالة الرمزية هنا هي اللجوء إلي الأولياء في مصر المحروسة وعلي فكرة الكثير من هؤلاء الظالمين الطغاة لديهم نزوع صوفي يعتقدون أن الأولياء يدعمونهم ، فهم سيخافون ويضطربون ويتلجلجون ويتلونون ويصفرون ويخضرون ولكنهم لن يتركوا الكراسي فدونها قطع رقابهم وكسر ظهورهم .. إنها المصالح التي لا يمكن التفريط بها . بالطبع هنا أنا أركز فقط علي المعني الرمزي ، فخير أن يلجأ الشباب للرموز الدينية لبناء عالم من الحركة الاجتماعية عليها ونحن نوقن أن الله هو الملجأ وأن من دونه هم عباد أمثالنا . أصدر الشباب بيانا باللغة العامية ولكنه معبر فهم يقولون إنهم يرفضون حالة اللاصحة واللاتعليم واللاعمل واللاسكن واللازواج واللإنسانية واللاحرية ونحن نسعي لتغيير كل ذلك . والله أنا أري مالاترون أري القابضين علي الكراسي وقد اتسعت عليهم ، فهم يتزلزلون كل يوم عندما يجدون حركة الناس وهي تكرههم وتطالبهم بالتغيير ، وهم غير قادرين علي الارتفاع لمستوي جدية اللحظة الراهنة وأن المسألة جد لاهزل وأنه جاء يوم يقترب فيه الحساب لأولئك الظالمين الطاغين الذين يحملون أوزارهم فوق ظهورهم وأوزار الذين أضلوهم معهم . أذكر أن شاه إيران كان في قصره كالفئر في مصيدة قد ضاقت عليه وهو يحكم وهو شاه وقيل له إن مظاهرات كاسحة خرجت إلي الشارع فلم يصدق ، كان يظن أنه فوق غضب الشعب هو إله ، وكان له طباخ يثق فيه فأرسله إلي طهران العاصمة ليري مايحدث ويبلغه وحين جاءه وأخبره بالمظاهرات كأنها موج من فوقها موج فأحاطته ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ، وضاقت عليه نفسه فركب الهليوكبتر وحلق فوق البركان الهادر للجماهير وعاد من توه إلي قصره منكسرا حزينا وأمر بعد م دخول أحد إليه وحين جاءت الشهبانو رفض الحراس دخولها ، حكامنا اليوم يقاتلون لحظاتهم الأخيرة ومن ورائهم خطر أسود كالنار حين تتفحم حين يموج لن يمكن مدافعته ولن تنفع أمريكا ولا غيرها ولا الجيش ولا أي شئ ، الشعب المصري ماض للتغيير ونري نارا تحت الرماد يوشك أن يكون لها وميض .