ويظهر بشار بن الأسد مرة أخرى فى مفاجأة من نوع الحرب النفسية! يظهر وكأنه لا يزال يتنفس هاتفا أنا هنا.. أعيش وأتنفس حكما.. رغمًا عن الضربات المتلاحقة للثوار. يظهر وهو لا يزال ممسكًا بأنيابه ومخالبه لحم الفريسة، المسكينة، هذا الشعب الدءوب فى نضاله ضد هذا العربيد الذى ما انفك يطول أى شيء أمامه يمت للحياة بصلة حتى ولو كان رغيف الخبز الذى أصبح ملوثًا بدماء شهداء سوريا, ثم يخرج فى كبر وفى صلف يدعو إلى حوار وطنى.. داعيًا إلى مقولات يعلم أنها أصبحت ضربًا من سراب بل وداعيا إلى ميثاق وطنى جديد.. و كأن شيئا لم يكن فلم يعبأ بأطلال البنايات. وأنقاض المرافق من حوله وأمامه وتراب الشهداء وأحزان الأرامل والثكالى, كأنه وقد توقفت رؤيته لسوريا توقفت فقط عند منصة الخطاب الذى يلقيه من فوقها, حيث يرى القاعة الصدفية والجلوس الصامتين إليه عنوة وقهرا....! بالقطع لن يقبل الثوار بعرض الأسد, فلن يرضوا بديلًا عن رحيله ولو طال أمد النضال بحلوه ومره. وبشار بالتالى غارق بين خيالاته وسراب الماضى الذى لا يزال يعيش فيه متحديا متعاليا وماضيا إلى قدره بتوفيق الله ونصرالمؤمنين ولا مناص أنه هالك بحول الله. الواقع أن بشار سوف يعيش ويموت فى سوريا كما صرح هو بنفسه بذلك منذ قرابة الشهرين إلى تليفزيون روسى. لكنه لن يكون العيش الذى يأمله ولا حتى الموت الذى يرجوه, طالما بقى الثوار فى سوريا على نضالهم مخلصون. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]