اعتبرت صحيفة النهار اللبنانية، ان اقتراح "تسوية تاريخية" لفاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، ليس في الحقيقة اكثر من محاولة التفافية تأتي على شكل مناورة متفق عليها مع بشار الاسد، وذلك تمهيداً لقبول اتفاق توصل اليه الاخضر الابرهيمي، مع الاميركيين والروس. وأضافت الصحيفة، انها قد عرفتُ من مصادر خليجية ان الابرهيمي، يسعى الى الحصول على موافقة المعارضة السورية عليه عبر السعي الى توسيط القطريين والسعوديين والاتراك في الامر.
واشارت الصحيفة الى، ان الاسد اقتنع بأن الحل العسكري الكارثي سيرتد عليه في النهاية، ولأنه لا يريد ان يظهر في موقع المهزوم الذي يضطر بعد 21 شهراً من القتال الدموي والمدمر الى ان يقبل خطة تفرض عليه من الخارج، وتنهي نظامه بعد اشهر عبر تشكيل حكومة "الوحدة الوطنية"، أراد ان يبدو الامر وكأنه تسوية من اختياره ولو أتت في البداية على شكل اقتراح من نائبه المعزول فاروق الشرع الذي تمّ استحضاره من الظل، ونفض الغبار عنه وكلّف اقتراح "تسوية تاريخية"، ليست في الاساس من صنعه ولا من صنع النظام.
وأوضحت الصحيفة، ان طرح "التسوية" وفق هذا الاخراج اي عبر حديث صحافي كلّف الشرع إعطاءه، جاء نتيجة ضغوط موسكو على الاسد فهي ايضاً لا تريد ان تنتهي في موقع المهزوم مرة ثانية في سوريا بعد ليبيا، فكان على ما يبدو اختيار هذا المخرج الالتفافي بطرح الفكرة على لسان الشرع، على رغم انه من المعروف ان الشرع لا يستطيع ان يتنفس من دون موافقة الاسد فكيف بطرح تسوية ستفضي في النتيجة الى إنهاء حكمه بعد اشهر قليلة بما قد يرضي الثوار، وهو ما كان قد توصل اليه الاتفاق الاميركي - الروسي مع الابرهيمي؟
وقد ذكرت مصادر الصحيفة النقاط التى تتألف منها التسوية، والاولى هى بعدما ثبت استحالة تحقيق اي من الطرفين الانتصار العسكري، والثانية الدعوة الى وقف اطلاق النار في كل الاراضي السورية، اما الثالثة تشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات كاملة بمعنى ان تتسلم كل صلاحيات الاسد، وتتضمن الرابعة إجراء انتخابات عامة خلال اشهر وخلال النصف الاول من سنة 2013 اي قبل انتهاء مدة الاسد بسنة تقريباً، والخامسة صدور قرار من مجلس الامن ينص على هذه التسوية.
كما تسائلت الصحيفة انه قبل يومين كانت المعلومات، تشير الى ان الثوار يرفضون اي حل لا يكرس سقوط النظام فوراً، فهل تمكن الخليجيون والاتراك من اقناعهم بتسوية تسقط الاسد ونظامه في الربيع المقبل؟.