وزير التعليم العالي يؤكد أهمية تنوع الأنشطة الطلابية لذوي الإعاقة بالجامعات    محافظة الدقهلية تواصل فعاليات دمج أطفال دور الرعاية بالمجتمع (صور)    أسعار البيض اليوم الجمعة بالأسواق (موقع رسمي)    قمة مصرية روسية اليوم بموسكو لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات    لأول مرة.. بابا الفاتيكان أمريكيا| وترامب يعلق    خلافات عميقة وتهميش متبادل.. العلاقة بين ترامب ونتنياهو إلى أين؟    ريال مدريد يستعد لإعلان تنصيب ألونسو خلفًا ل أنشيلوتي    إحباط محاولة غسل 50 مليون جنيه من تهريب المخدرات وضبط عنصرين أجنبيين بمدينة نصر    5 حالات اختناق بمنزل وحادث اعتداء على سوداني بالجيزة    ضبط عناصر إجرامية بحوزتهم مخدرات بقيمة 3.5 مليون جنيه    عرض فيلم "Only the River Flows " بمكتبة مصر الجديدة العامة    بوتين: روسيا ستبقى قوة عالمية غير قابلة للهزيمة    وفد «محلية النواب» يتفقد الخدمات الصحية لمستشفى الناس بشبرا الخيمة (صور)    احتفالات روسيا بالذكرى ال 80 للنصر العظيم..حقائق وأرقام    مصلحة الضرائب: 1.5 مليار وثيقة إلكترونية على منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى الآن    فاركو يواجه بتروجت لتحسين الوضع في الدوري    ماركا: تشابي ألونسو سيكون المدرب الجديد لريال مدريد    إنفانتينو يستعد لزيارة السعودية خلال جولة ترامب    وزير الري: سرعة اتخاذ قرارات طلبات تراخيص الشواطئ تيسيرا ودعما للمستثمرين    وزير الإسكان: بدء تنفيذ مشروع «ديارنا» السكني بمدينة القاهرة الجديدة    جدول امتحانات خامسة ابتدائي الترم الثاني 2025 بالقليوبية «المواد المضافة للمجموع»    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني للطلبة المصريين في الخارج غدا    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    وزير المالية: الاقتصاد المصري يتحرك بخطى جيدة ويوفر فرصًا استثمارية كبيرة    مروان موسى ل«أجمد 7» ألبومى الجديد 23 أغنية..ويعبر عن حياتي بعد فقدان والدتي    حفيدة الشيخ محمد رفعت: جدى كان شخص زاهد يميل للبسطاء ومحب للقرآن الكريم    الجيش الأوكراني: تصدينا خلال ال24 ساعة الماضية لهجمات روسية بمسيرات وصواريخ    اقتحام مستشفى حُميّات أسوان بسلاح أبيض يكشف انهيار المنظومة الصحية في زمن السيسي    الهيئة العامة للرعاية الصحية تُقرر فتح باب التقدم للقيد بسجل الموردين والمقاولين والاستشاريين    «دمياط للصحة النفسية» تطلق مرحلة تطوير استثنائية    افتتاح وحدة عناية مركزة متطورة بمستشفى دمياط العام    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 9- 5- 2025 والقنوات الناقلة    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    أحمد داش: الجيل الجديد بياخد فرص حقيقية.. وده تطور طبيعي في الفن    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    الأهلي يتفق مع جوميز مقابل 150 ألف دولار.. صحيفة سعودية تكشف    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    طلب مدرب ساوثهامبتون قبل نهاية الموسم الإنجليزي    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تأكيدات بأن جمال مبارك يدير البلاد من مكتبه في روكسي .. وتساؤلات حول حجم ثروة نجل الرئيس ومصدرها .. وغالي يؤكد أن مبارك يكره الأحلام ويمشي جنب الحيطة .. وتحذيرات من أن تيار الإصلاح تخطى مرحلة الحصار والتطويق
نشر في المصريون يوم 22 - 06 - 2005

كان الهجوم على الرئيس مبارك ونجله جمال ، قاسما مشتركا للعديد من صحف القاهرة اليوم ، حيث تنوعت الأسئلة التي تم طرحها حول الدور الذي يلعبه مبارك الابن في إدارة دفة الحكم بالبلاد في الآونة الأخيرة ، وهو الدور الذي ذهب البعض لاعتباره كارثيا ، في ظل نشأة جمال داخل قصور الرئاسة ، حيث لم يسمع يوما كلمة " لا" أو يعايش المعاناة اليومية التي يكابدها الإنسان المصري المسحوق . وبعيدا عن الابن والأب ، فان صحف اليوم استمرت أيضا في عرض وجهات النظر المختلفة حول الإصلاح في مصر ، خاصة من ناحية التفريق بين الدعوة الأمريكية للديمقراطية وبين المطالب الوطنية بالإصلاح ، فيما ذهب بعض التعليقات لانتقاد تناقض تصريحات المسئولين حول القبول بوجود مراقبين دوليين في الانتخابات الرئاسية المقبلة ، واعتبرها مقدمة لتزوير الانتخابات . نبدأ جولة اليوم من صحيفة " الدستور" المستقلة ، حيث حذر رئيس تحريرها إبراهيم عيسى من أن جمال مبارك نجل الرئيس للحكم في مصر محفوف بمخاطر كارثية ، مشيرا إلى أن " التربية في قصور الحكم لمدة ثلاثين عاما جعلت جمال مبارك لا يسمع كلمة " لا " أيدا ولم يسمح أحدا ينقده ولا يهاجم أفكاره شخص ولا يجرؤ واحد على أن يقول له كلمة تجرحه أو تقلل من معرفته وثقافته فكان طبيعيا أن يسمع ممن حوله سواء في بلاط الحكم أو مقربي النفوذ والسياسة مدحا فوق ما يتوقع وأكثر مما يستحق (..) كذلك فإنهم تعاملوا مع الابن على أنه فارس السياسة وقلب الحزب النابض (..) هذه هي أول مخاطر صعود جمال مبارك فهو لم يسمع أبدا كلمة " لا" وربما لم يسمع الحقيقة في حياته أبدا ولم يعتاد على المعارضة ولم يكن له مدير في الشعل مكدره أو رئيس في التنظيم يأمره بل هو مولود سياسي وفي فمه معلقة من ذهب " . واعتبر عيسى أن " الشعب هو ثاني مشكلة عند جمال مبارك ، فهو الذي لم ير الشعب تقريبا إلا في مواكب الترحيب وسرادقات الاحتفالات والزحام في مكتب السيد الوزير المحافظ في استقباله أثناء زيارته لمحافظة تتحول أثناءها إلى ثكنة حربية عند تشريفه لها بحراسة تحول بينه وبين رؤية أي مواطن عادي ( المسحوق العادي ) أظن أن الشعب لذي رأه جمال مبارك غالبا شعب مصر الجديدة (..) من أين يشعر إذن بوجدان الناس ومعاناتهم وهو الذي يمشي في موكب حراسة منذ نعومة أظافره والذي الذي لم يقف في إشارة مرور منذ ثلاثين عاما تقريبا " . وأضاف عيسى ساخرا " أريد أن أسال شأني شأن كل المصريين كلهم : إنما جمال مبارك بيشتغل إيه صحيح ؟ من أين يرتزق ويحصل على دخله الشهري والسنوي ، وخصوصا وقد سارت الشفافية مطلبا عالميا ودوليا ( سيبك من حق الناس تغور الناس ) البعض يقول لنا إنه بيشتغل رجل أعمال ، فهل يا ترى مكتوب في جواز سفره المهنة : رجل أعمال ، وإذا كان رجل أعمال ما هي أعمال رجل الأعمال جمال مبار يا ترى ؟ هل مثلا الاستيراد والتصدير أم انه يملك مصانع ؟ طيب مصانع إيه ؟ أم أنه يملك مقاولات وشركات ؟ ثم هل له شركاء مثلا ؟ . نحن نعرف حجم ثروته من الصحف والمجلات الأجنبية وعرفنا أن الشركة التي يديرها وصل رأسمالها في وقت ما إلى ما فوق السبعمائة مليون جنيه مصري وهذه هي مشكلة جمال مبارك الحقيقة أنه مليونير يريد أن يحكم شعبا مش لاقي يأكل " . ونبقى أيضا مع جمال مبارك ، لكن ننتقل إلى صحيفة " الغد " المعارضة " ، إذ نفى عبد النبي عبد الستار أن يكون الرئيس مبارك هو الذي يدير دفة الحكم في البلاد أو حتى رئيس وزرائه أحمد نظيف ، ثم انتقل ليلقي ما لديه من معلومات ، قائلا " على المصريين أن يعلموا أن معظم القرارات المصيرية الخاصة بحياتهم أو بمصير الوطن تصدر من خلال مكتب جمال مبارك وبالدور التاسع عشر بأحد الأبراج خلف حديقة الميريلاند بمنطقة روكسي بمصر الجديدة . وهو المكتب الذي قدر أحد المقربين من رجال الرئيس تكاليف تجهيزه وإعداده وفتح دورين متتالين بالبرج ليليق برجل يدير مصر ، بالإنابة عن والده بلغت تكاليف تجهيز المكتب حوالي 88 مليون جنيه ، يصفه من دخله بأنه يفوق تجهيزات كل قصور الرئاسة ، ويؤكد البعض أن شخصيات هندسية من العيار الثقيل أشرفت بنفسها على توصيل الدورين 19 و20 بالبرد وعمل الديكورات اللازمة منها المهندس إسماعيل عثمان والدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان ، بمقتضى الصداقة العائلية للأول واثبات الولاء للثاني" . وأضاف عبد الستار " يؤكد مقربون من الرئاسة ، أن رئيس وزراء مصر بجلالة قدره يرجع لجمال مبارك في كل كبيرة ولا يصدر قرارا إلا بعد الحصول على الضوء الأخضر من الدور ال 19 بل أن جمال مبارك – كما يتردد – يصدر القرارات ويتصل من مكتبه بمجلس الوزراء لتحديد آخر رقم لقرارات المجلس ليضع رقم القرار ويتركه على توقيع الدكتور نظيف . بالطبع الدور التاسع عشر أو مكتب جمال مبارك لا يختص فقط بإصدار قرارات مجلس الوزراء بل أن قرارات الحزب الوطني تمر أولا على جمال بيه أو كما يحلو لأصدقائه مناداته " جيمي " .. حتى تقارير متابعة الأوضاع الداخلية سواء أمنية أو سياسية أو اقتصادية يتم إرسالها مباشرة إلى الدور التاسع عشر " . ومضى عبد الستار مضيفا " فالرئيس ونجله ورجالهما وكتابهما ليسوا مقدسين أبرياء منزهين مثل الآلهة عن الخطأ ولا علاقة لهم بما يحدث للمصريين من تجوع وتركيع وترويع ؟ ، إذن من يرتكب كل هذا الفجر والديكتاتورية والعربدة ضد شعب مسالم لا حول له ولا قوة يرفع دائما شعار " اللي يتجوز أمي ..أقوله يا عمي " .. عندما أسمع هذا من السادة ( غير) المسئولين أتساءل : من يأمر من في مصر ؟ .. فالرئيس برئ يبحث عن مرتكب كل هذه "الآثام" ضد المصريين .. نجله جمال برئ يوبخ وزير الداخلية على ما حدث ويحدث وسيحدث " . ونتحول إلى صحيفة " المصري اليوم" ، حيث خصص مجدي مهنا عموده للتعليق على الرواية التي جاءت في كتاب الدكتور بطرس غالي الأخير " بانتظار بدر البدور " ، والتي تساءل فيها الرئيس مبارك خلال لقاء مع بطرس غالي : لماذا لا يفكر المدير الحالي لليونسكو فيديركو مايور إلى تعديل ميثاق المنظمة الدولية إذا كان يتعارض مع بقائه في منصبه لأكثر من فترتين ؟ . ويعلق مهنا على ذلك قائلا " يستطيع القارئ وأستطيع معه أن نكتب بحثا أو أن نعد كتابا حول هت الفقرة نتناول فيه بالتفصيل مسيرة حكم الرئيس مبارك منذ عام 1981 وحتى اليوم ، فهذه الفقرة تعكس فلسفة الحكم في مصر ، وتكشف عن الأزمة الطاحنة التي يعاني منها ويعيش فيها نظام الحكم ، وهي أن الدستور والقوانين واللوائح والثوابت وحتى الحقيقة يجب أن توضع وتسخر في خدمة الأفراد والأشخاص وليس العكس " . وأضاف مهنا " وهذا يفسر لماذا كل رجال حكم الرئيس مبارك تجاوزوا سن الستين والسبعين ولا يزالون على كراسيهم كما انه يقدم شرحا كاملا للازمة الحالية التي تعاني منها الصحافة لقومية .. والمعروفة بتجاوز القيادات الصحفية الحالية للسن القانونية في مناصبهم ..فهي أزمة نظام حكم في مصر وأزمة في طريقة التفكير والقانون الذي يصطدم بالرغبة والهوى ما أسهل تغييره ، لكن ما أصعب تغيير الأشخاص ، فالأشخاص خالدون لكن القوانين زائلة ويمكن إزالتها ونسفها مادامت تتعارض مع ما يراه رئيس الدولة ، وما يراه رئيس الدولة ليس بالضرورة يتعلق بالصالح العام وإنما يتعلق بما يحبه وما يكره ". ورأى مهنا " إن الرئيس مبارك معذور إذن عندما يتعجب من دعوة الذين طالبوا بتعديل المادة 77 من الدستور ، التي تتحدث عن بقاء رئيس الجمهورية في منصبه مدى الحياة ، لان بقاء رئيس الجمهورية أو بقاء أي مسئول آخر في أي موقع ، يرى الرئيس مبارك أنه أمر طبيعي وغير مستغرب بل غير الطبيعي والمستغرب هو خروج هذا المسئول من منصبه . أليس من حقي بعد ذلك ومن حق كل مواطن أن يسأل : لماذا طرح الرئيس مبارك مبادرته بتعديل المادة 76 من الدستور ؟ إذا كان يؤمن بصحة بقاء المسئول في منصبه مدى الحياة . حتى لو كان هذا المسئول في منصبه مدى الحياة .. حتى لو كان هذا المسئول هو : فيديركو مايور ؟ " . ونترك الرئيس ونجله ، ونعود إلى قضية الإصلاح بمفهومها الاشمل ، حيث حاول عاطف الغمري في صحيفة " الأهرام " الحكومية" التفريق بين الدعوة الأمريكية للديمقراطية والحركة الداخلية المطالبة للإصلاح ، حيث شدد على أنه " بصرف النظر عن ربط أمريكا مطلبها للاصلاح السياسي والديمقراطي بسياستها الخارجية‏,‏ فإن حركة الاصلاح السياسي في مصر‏,‏ والتي سبقت الدعوة الأمريكية زمنيا‏,‏ كان لابد أن تخط لنفسها مسالك ليست هي التي تشقها أمريكا في أرض المنطقة‏,‏ لتجري فيها المياه في حيز محكوم لاتخرج عليه‏.‏ فالفراق محتوم بين الدعوة الأمريكية والحركة الداخلية للاصلاح‏,‏ لأن لكل منهما فلسفته وهويته ومراميه العاجلة والبعيدة المدي علي السواء‏.‏ وإن كان من الممكن القول إن الأهداف الأمريكية لمطلبها للديمقراطية‏,‏ قد دفعت الحركة الديمقراطية للاصلاح‏,‏ إلي توسيع أفكارها‏,‏ بما يجعل رؤيتها للاصلاح تتسع إلي ماهو أبعد من طلب اصلاحات سياسية‏,‏ إلي مايمكن أن يشكل مشروعا وطنيا أوسع وأكثر شمولا‏ " .‏ ورأى الغمري أن " الدعوة الداخلية للإصلاح في بلادنا‏,‏ وإن كانت قد تحركت بوازع من بعث القدرة والحيوية في الحياة السياسية‏,‏ والخروج من الركود السياسي والاقتصادي‏,‏ وتأكيد مبدأ حق المشاركة للمواطن في صنع القرار‏,‏ واختيار التوجهات السياسية للدولة‏,‏ وحل المشكلة الاقتصادية‏,‏ والارتقاء بالبشر‏,‏ واستعادة الشعور بالكرامة الوطنية‏,‏ فإنها قد تحركت في وقت واجه فيه العالم العربي كله هجمة خارجية تسعي لتجريده من شعور الفخار الوطني الذي يمثل مراحل ناصعة في تاريخه‏,‏ توجها بالاستقلال والحرية‏,‏ بينما هذه الهجمة تحمل معها عودة إلي عصور الاحتلال والاخضاع للهيمنة الخارجية‏ .‏ ولذلك كان لابد أن يصب في المجري الذي تتدفق فيه أفكار ومبادئ وأهداف حركة التحول الداخلي للديمقراطية‏,‏ من أجل بناء حاجز يحمي من الانكسار والخضوع العربي العام‏.‏ هكذا يتسع الهدف القومي‏,‏ وبهذا يستطيع تجاوز أي انتماءات ايديولوجية‏,‏ للمطالبين بحركة الاصلاح الداعمين لها‏,‏ وبهذا أيضا يتجاوز حتي محدودية الأحزاب التي تتسم غالبيتها بالضعف وشحوب الهوية السياسية‏,‏ وهو مايوحي بأن شتات المواقف التي اندفع كل منها تعبيرا عن جماعته‏,‏ سوف يجد نفسه في مرمي جاذبية الهدف القومي الأكبر الذي تخطي مطلب اللحظة‏,‏ إلي مشروع قومي أكثر شمولا‏,‏ لايكتفي بالاصلاح السياسي‏,‏ لكنه يتضمن أبعادا أخري للنهضة‏,‏ والخلاص من الجمود وإزالة مسببات الانكسار والعجز والانصياع للغير‏,‏ وهو ما يمثل الأمل لواقع مختلف لهذه المنطقة‏ " .‏ واعتبر الغمري " أن ما حدث كان تحريكا لحجر عمره‏50‏ عاما‏,‏ وازاحة الحجر من مكانه ليكشف عن ثغرة‏,‏ اندفعت منها بكل قوة السفينة‏,‏ آمال محبوسة راحت تجري وهي تشق لنفسها مجري يخصها ويستوعبها‏,‏ وليس أي مسالك تحفرها أية أيد‏.‏ وإذا كان قد غاب عن أمريكا معني وقوة مفهوم الاستقلال والتحرر في عمق الهوية المصرية‏,‏ فمن باب أولي ألا يغيب عنها أو عن غيرها‏,‏ أن المصريين يعيشون الآن الحلم القومي‏,‏ الذي انطلق تيارا كاسحا‏,‏ لحظة اعلان تغيير المادة‏76‏ من الدستور‏,‏ ولا أحد مهما أوتي من تدبير يمكنه أن يقف في وجه هذا التيار‏.‏ وإذا كان المجري الذي شقته أمريكا ليحتوي التيار المتدفق لحركة الاصلاح لن يخرجه من مجراه ومساره‏,‏ فإن أي محاولات من أية قوي معارضة للاصلاح الحقيقي والقومي‏,‏ لحصاره‏,‏ ودفعه إلي السير منضبطا في حدود مجري ضيق مخنوق‏,‏ لن تصلح مع حركة تمضي بكل ديناميكية‏,‏ في ظروف لحظة تاريخية فاصلة في مصر‏,‏ والمؤكد أن شيئا ما أساسي وجوهري وتاريخي قد تغير في مصر‏ ".‏ في مقابل هذه الثقة التي أبداها الغمري في مطالب الإصلاح ، فان سليمان جودة تساءل مستنكرا في صحيفة " الوفد " المعارضة " لسبب لا نعرفه، غاب السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عن الإدلاء بتصريحات صادرة أمس الأول، عن الرئاسة، حول زيارة الوزيرة رايس للقاهرة.. وصرح بدلا عنه الوزير أحمد أبو الغيط.. فإذا تجاوزنا الشكل، الي المضمون، اكتشفنا أن دبلوماسية أبوالغيط، كسفير سابق، لا تزال غالبة ومنعكسة علي وضعه الحالي كوزير، واكتشفنا أيضا، أن أغلب تصريحاته، والحال هكذا، تخرج وهي مغلفة بكثير من التحفظ الذي يميز عمل
الدبلوماسي، عمن سواه، فلا يكاد يخرج المتابع له، ولكلامه، وأقواله، بشئ له معني، أو علي الأقل.. بشئ متسق ومفهوم!. قبل مجيء رايس بساعات، قال إن مصر تتعامل مع المطلب الأمريكي بوجود مراقبين دوليين، في انتخابات الرئاسة، في إطار توافق داخلي. وهو كما تري، كلام غامض، ومطاط، وليس فيه معني محدد، تستطيع أن تقبض عليه بيديك ". واعتبر سليمان أن " المشكلة الآن، كما تبدو للجميع لم تعد تتوقف عن مجرد قبول أم مرفوض هذه الرقابة بشكل واضح.. وإنما المشكلة الحقيقية، أن هناك ارتباكا واضحا، وكبيرا، في موقف الدولة منها.. وإذا قرر أحد أن يعود الي تصريحات الدكتور أحمد نظيف، والوزير أحمد أبوالغيط، والدكتور أسامة الباز، علي سبيل المثال لا الحصر، خلال الشهور القليلة الماضية فسوف يري أن هناك تباينا لا يجوز، بين تصريحاتهم جميعا في الوقت الذي نفترض فيه أنهم يعبرون عن سياسة دولة واحدة، وليس عن سياسات ثلاث دول!! . وليس من الممكن أن تكون القاهرة عاجز عن أن تتبني رؤية واحدة في هذا الاتجاه، وأن توضحه، كلما سئل أحد مسئوليها، في محفل دولي، أو اقليمي، أو محلي. ليس هذا فقط، فالظاهر أن كل تصريح لأي مسئول في هذا الشأن يبدو خاضعا لقدر من التوتر والعصبية، بما يكاد ينطق بأن الدولة تريد أن تخفي جريمة حقيقية، حين ترفض الرقابة سواء كانت قادمة من الولايات المتحدة أو من الاتحاد الأروبي، أو من غيرهما ". ونختتم جولة اليوم ، من صحيفة المصري اليوم المستقلة ، التي نشرت الحلقة الأخيرة من عرض كتاب " بانتظار بدر البدور " للدكتور بطرس غالي الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، حيث استعرضت الصحيفة في حلقة اليوم عددا من انطباعات غالي عن علاقته بالرئيس مبارك . وقالت الصحيفة " يمشي جنب الحيطة .. حريص .. يتجنب الأحلام الجذابة والمغامرات التي لا مستقبل لها .. هذه بعض من صفات الرئيس مبارك ، كما رسمها بطرس غالي الذي لا يشاركه دائما هذه الرؤية للأمور ، هذا ما نعرفه من الملاحظات التي دونها في مذكراته : صبيحة عبد الميلاد في عام 2002 بعد لقاء مع الرئيس ويقول فيها : كعادته يستقبلني الرئيس مبارك في الصباح الباكر إنه مبتسم ويتمتع بمزاج جيد وصحة جيدة . أطلعه على خطة شاملة لمحاولة تصحيح صورة العالم العربي والإدلاء بتصاريح موجهة للرأي العام الأوروبي والأمريكي ، إطلاق حوار مع الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية ، جوابه لا يفاجئني ، فهو يرى أن أكثر الاتصالات ملاءمة وفاعلية هي تلك التي تجري مع الحكومات . أذكره بان المغرب وتونس قد أنشأتا وزارة لحقوق الإنسان وإنهما تأخذان بالاعتبار أكثر فأكثر دور العاملين الجدد غير الحكوميين ، لكنه لا يتخلى عن تحفظه تجاه كل ما هو غير حكومي ، أمينا بذلك لتقليد مصري ، يمكن تلخيصه بهذه العبارات : لا خلاص خارج الادارة على كل حال ، تشترك كل الحكومات في العالم الثالث في هذا الموقف الحذر ، إذ أن المنظمات غير الحكومية هي في نظرها مرادف للتدخل وللوصاية ". وأضافت الصحيفة " يعلق غالي على أسلوب الرئيس قائلا : لطالما كنت احترم الموقف البراجماتي الذي يتخذه الرئيس حسني مبارك في مواجهة المشاكل التي تتعرض لها بلادنا يمكن القبول بأي شئ إلا أن يتحكم الخيال بممارسة السلطة : عدم المجازفة أبدا بتجاوز حدود قدراتنا ، تجنب الأحلام الجذابة والمغامرات ، التي لا مستقبل لها ، عدم أخذ القرارات إلا بعد التفكير بها مليا وبعد العديد من الاستشارات ، حسن الانتظار ، معرفة " السير بمحازاة الحائط " كما يقول المثل العربي ، بمعني آخر ، إظهار الحرص والحذر ، لا أشاركه دائما في هذه الرؤية للأمور وخصوصا في هذه الأوقات حيث تزداد حركة التاريخ سرعة واحتداما . ويضيف غالي وكأنه يرضي مبارك على حساب مصر كلها : لكني اعترف بان الرئيس مبارك محق في التصرف كما يتصرف الآن في بلد يحاصره الروتين الإداري لدرجة تمنعه من أن يتفاعل أو أن يتأقلم بسرعة ، في بلد حيث لا يزال جزء كبير من السكان يعيش على إيقاع حركة القوافل أو وفق معدل سرعة ارتفاع منسوب مياه النيل مع العلم أن ذلك لم يعد يحصل منذ بناء السد العالي " .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.