أثارت الزيارة التي قام بها جمال مبارك أمين لجنة السياسيات بالحزب الوطني إلى الولاياتالمتحدة مؤخرًا حفيظة من يطلق عليهم التيار الإصلاحي داخل الحزب الحاكم، وذلك على خلفية التناقض في تصريحات مسئولي الحكومة والحزب ونجل الرئيس نفسه. وكشفت المصادر أن التيار الإصلاحي داخل الحزب ينظر إلى هذه الزيارة على أنها ردة عن الخطوات الإصلاحية التي قام بها "الوطني" في المرحلة الماضية، وعودة إلى الأساليب التقليدية التي كان يمارسها الحرس القديم في الحزب، وبخاصة بعد تصريحات نبيل فهمي سفير مصر لدى واشنطن التي أكد فيها أن الهدف من الزيارة كان تجديد رخصة قيادة الطائرة الخاصة التي يستخدمها نجل الرئيس ، وهو ما يتناقض تمامًا مع التصريحات التي أكد الحزب خلالها أن الزيارة كانت تهدف إلى إطلاع الإدارة الأمريكية على الإصلاحات التي تبناها الحزب الحاكم في الفترة الأخيرة . وأرجعت المصادر سر حالة الغضب المتنامية داخل الحزب إلى أن الكثيرين من أعضائه يرون أن الزيارة ستضعف من شعبيته في الشارع المصري، وستزيد من حدة الاحتقان في الأوساط السياسية، خصوصًا أنها تواكبت مع أزمة القضاء وتزايد وتيرة الاعتقالات في صفوف المعارضة، وفي ظل الحديث المتزايد عن ملف التوريث. ورجحت المصادر أن تؤدي هذه الزيارة إلى حدوث حمى من الاستقالات داخل الحزب من جانب بعض الذين يطلق عليهم "التيار الإصلاحي"، على غرار ما حدث في الفترة الأخيرة من استقالة الدكتور أسامة الغزالي حرب وآخرين من الحزب اعتراضًا على تباطؤ وتيرة الإصلاح، وتفضيل الحزب التمسك بأغلبية ساحقة في البرلمان على إقامة انتخابات حرة ونزيهة. من جانبه، قلل الدكتور عبد الحليم قنديل المحلل السياسي والمتحدث الرسمي باسم حركة "كفاية" من أهمية وجود مثل هذا الاحتقان داخل الحزب الوطني، رافضًا الحديث عن وجود تيار إصلاحي داخل الحزب الحاكم أو ما يسمى بالحرس الجديد ، ومؤكدا أن هناك مماليك جدد ومماليك قدامى لخدمة نجل الرئيس وتسهيل نقل السلطة إليه، على حد تعبيره.